×

أخر الأخبار

الردّ الإيرانيّ / طبيعته وأبعاده

  • 8-04-2024, 11:59
  • 51 مشاهدة
  • محمد صادق الهاشمي

 محمّد صادق الهاشمي
..................................

منذ أنْ أقدم الكيان الإسرائيليّ على ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق والتكهّنات تتصاعد و تتعدد بتعدد الظروف المعقّدة، وقوّة وشدّة التضاريس الحادّة التي لا يمكن معها تدوير الزوايا بسهولة ، وهنا نستعرض ما يلي: 

أوّلاً : أنّ إيران تُدرك جَيِّداً أنّ عدم الردِّ يعني أنّ إسرائيل وربّما كُلّ الأعداء سوف  يستشعرون بقوّة 
في مطابخهم الاستخبارية ، ومن خلال تحليل المواقف بأنّ الجمهورية بوضع داخليّ أو خارجيّ غير قادرةٍ معه  على الردّ ؛  ممّا يضعُ في حساباتهم ويشجّعهم على  تكرار هكذا عمليات •

ثانياً: في الوقت الذي يفترض بايران   أنْ لا  تتنازل عن حقِّها ، لأنها  تُدرك أنّ التساهل يعني الكثير من التداعيات الخطيرة،  وتشجيع العدوّ ضدها . نعم ، لكن بنفس الوقت فإنّ  الذهاب إلى نقطةٍ يستدرجها فيها عدوُّها المنهار نتنياهو الذي يريد خرق القانون الدوليّ ،  وحرق المنطقة ؛ لخلق ظروف البقاء ، وإطالة وجوده  من خلال افتعال الأزمات الحادَّة ، وإشعال فتيل الحرب في المنطقة أيضا فخ خطير ، وهذا الأمر  لا يمكن أنْ تغفل عنه الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ في هذا الظرف الحسَّاس •

ثالثاً : إيران إذن بين موقفين أو خيارين  ، وكلاهما مهمٌّ لها ، هي بين : 
1. الردّ الحاسم.
2. التريث لـ : 
(أ). تفكيك ألغام وتداخلات مهمّة في قواعد اللعبة الدولية .
(ب). تحييد جهات  معيَّنة دولية وإقليمية  . 
(ج). منع العدوّ ( نتنياهو ) من استثمار الحدث من خلال حرق المنطقة .
(د). لمنع اندلاع نار لا تريد إيران في المنطقة أن تكون سببا فيها •

ومن هنا فإنّ المرجّح هو ما يلي :

(أ).  إيران سوف تضغط بكُلّ قوّتها ، وتهدد بكُلّ صدقٍ وجدّيّة وشجاعة   على المحيط الدوليّ والإقليميّ مستثمرةً الحدث لعزل ( نتنياهو ) ، وهذا نصرٌ سياسيّ لإيران والمنطقة وغَزّة ، سيما أن سعي إيران لعزل نتنياهو  موقف قريب من رؤية الموقف الدوليّ  بعد أنْ تباينت المواقف الأمريكية والغربية  ضدّ ( نتنياهو ).

(ب) . إنّ إيران بعد أنْ يتحقق النصرُ السياسيُّ الذي يعود عليها وعلى المنطقة والقضية الفلسطينية ؛ بعزل نتنياهو أو فرض الشروط الفلسطينية عليه ، يبقي حقُّها العسكريّ قائماً ، وهي من تحدد وتختار .

(ج) . وبهذا تكون الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة قد استثمرت الحدث سياسيّاً وأمنيا وعسكريا بما يعمّ بالنفع والنصر لها ولعموم المنطقة ولفلسطين .

(د) . لا يغفلُ أحدٌ أنّ وساطات تجرى ورسائل تصلُ ودراسات دقيقة وحسابات عميقة تجري وراء الكواليس كلّها تضعُ الحدث وردّة الفعل في موقعها المناسب .


٨/٤/٢٠٢٤
➖➖➖➖➖➖