×

أخر الأخبار

السعودية في أكبر أزمة منذ ١٠٠ عام بسبب اليمن، ولم يعد أمام الرياض سوى القبول بالحوثيين

  • 20-04-2020, 12:12
  • 372 مشاهدة
  • مجلة تحليلات العصر

أكد مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط بروس ريدل إنه لم يعد أمام السعودية سوى القبول بالحوثيين كأمر واقع على حدودها الجنوبية.

وقال ريدل في تحليل نشره مركز سياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنجز الأمريكي في واشنطن إن إعلان الرياض وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن يعكس رغبة آل سعود في الخروج من مأزق اليمن، ويعكس أيضاً الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي وصفها المستشار بـ”الرهيبة التي سببتها أزمة كورونا وانخفاض أسعار النفط” على النظام السعودي.

وأشار ريدل إلى أن سلطة صنعاء (الحوثيون) على حق في طلبهم رفع الحصار، مضيفاً بأنه “ليس من الواضح ما إذا كان الحوثيون سيقبلون بوقف إطلاق النار في ظل عدم رفع الحصار”، مؤكداً على أن اليمن لم يعد مستعداً تماماً لانتشار الفيروس في أفقر دولة في العالم.

وقال ريدل “الحوثيون يطالبون برفع الحصار الكامل عن اليمن وهم على حق في القيام بذلك كون البلد بحاجة ماسة لاستيراد الغذاء والدواء لما يقرب من 80% من السكان”، مضيفاً إن 24 مليون شخص في اليمن يعتمدون على المساعدة الإنسانية وأن ثلثهم يعانون سوء التغذية.

وفي إشارة إلى أن جماعة أنصار الله ليس لهم أي علاقة بإيران كما تحاول واشنطن تصويره، دعا ريدل الولايات المتحدة إلى التعامل المباشر مع الحوثيين، واصفاً قيام إدارة ترامب بخفض المساعدات رداً على سيطرة الحوثيين على المساعدات “سلوك خاطئ”.

ووصف ريدل بأن الوضع كارثي في السعودية، لافتاً إلى أزمة إنسانية متفاقمة تواجهها الرياض بسبب “فيروس كورونا وقيامها بإغلاق المملكة إلى أجل غير مسمى وحظر التجول في الرياض ومدن أخرى بينها مكة والمدينة المغلقة أمام موسم الحج الذي يعد من السياحة الدينية التي تعتمد عليها المملكة كأحد مصادر الدخل الرئيسي”.

وأضاف ريدل أن من ضمن أسباب الأزمة الكبيرة في السعودية “أنها تعاني من أسوأ حالة لتفشي كورونا من بين باقي دول الخليج حيث وصل المرض إلى العائلة المالكة وبينهم حاكم الرياض الذي يرقد بالمستشفى، والانخفاض غير المسبوق في الطلب على النفط والذي أدى إلى انكماش كبير في النشاط الاقتصادي، فالمملكة تحتاج اليوم إلى أسعار النفط عند 85 دولاراً للبرميل لموازنة ميزانيتهم، لكن اليوم ومع هذه الظروف بالكاد تحصل الرياض على ربع الميزانية فقط ما يعني أنها ستواجه عجزاً بثلاثة أرباع الميزانية السنوية، وحتى بعد أن وافق السعوديون مكرهين على خفض الإنتاج فإنه من غير المرجح أن تتعافى أسعار النفط ولهذا ليس لدى السعوديين سوى السحب من الاحتياطيات، وهذه الأخيرة انخفضت بالفعل بشكل كبير منذ تولي الملك سلمان العرش بعد تهوره في حرب اليمن”.

وأكد المستشار بمجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط إن “فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط هما مزيج لأسوأ أزمة اقتصادية في المملكة منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي”، وإنها اليوم باتت بحاجة ماسة “لوقف نزيف الموارد نتيجة المستنقع اليمني”.

ريدل اختتم تحليله بالتأكيد على أنه “ليس لدى السعوديين حلا واقعيا من أجل السلام سوى القبول بالحوثيين كأمر واقع على حدودها الجنوبية”.