×

أخر الأخبار

فصائل المقاومة والإدمان على الهدوء

  • 8-03-2024, 22:10
  • 140 مشاهدة
  • حسام الحاج حسين

مازالت الهيمنة الأمريكية تلقي بضلالها على الواقع العراقي . هي من ترسم خارطة التوافقات السياسية وتقف مع مكون ضد الأخر وتلوح بانها مع قومية ضد الأخرى .

اضف الى الأحتياجات الأمنية لإسرائيل التي تدافع عنها واشنطن بتطرف ..!
كانت الولايات المتحدة قد قامت بالأطاحة بنظام صدام حسين عام ٢٠٠٣ م ودعمت الفرقاء العراقيين من المكونات بتأسيس نظام سياسي قائم على اساس الديمقراطية التوافقية .
ظلت واشنطن  تساند الحكومات العراقية المتعاقبة ، في حين كانت هناك قوى مسلحة مصممة على أخراج القوات الأمريكية من العراق . و قد اعلنت واشنطن وبغداد التوصل الى اتفاق الأطار الأستراتيجي الذي يرسم ملامح التعاون المستقبلي بين البلدين .وأعلنت اللجان الدولية المكلفة بمراقبة هذا النوع من الاتفاقات بين  الطرفين  أن كلا الجانبين يخرق الاتفاقيات  باستمرار والسبب يعود الى الأختلاف في تفسير النصوص وبنود الأتفاق ..!
لم تكن سياسات الحكومات المتعاقبة  قادرة على تنظيم البيت الداخلي الشيعي ، فقد عارض السياسيون ذوو النزعة الثورية والإسلامية المقربون من إيران الأحتواء الإمريكي للعراق ، كما عارض اغلبهم السلوك العدائي لواشنطن اتجاه اغلب القيادات الشيعية لأرتباطها باايران وهذا ما لاينكره احد ..!وصنفتهم على لأئحة الأرهاب واتهتمتهم بارتكاب جرائم طائفية وعرقية أضافة الى تنظيم هجمات ضد قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة .
كانت ومازالت القوى المقربة من إيران هي من تمسك بزمام الأمور . لانها تملك السلاح والمال والسلطة والنفوذ . وقد وجدت واشنطن وانطلاقا من هذه العناصر ان تشكيل حكومة عراقية مدعومة من هذه الفصائل ستكون الحل الأفضل من اجل تبريد الصراع بين الطرفين  والاقتناع الأميركي إلى أن تدخلا عسكريا شاملا ليس هو المخرج لهم من هذه الحالة المتشابكة والمعقدة .
لم تترك أميركا أي وسيلة عسكرية وسياسية واقتصادية للضغط على بغداد  إلا و استعملتها، بدءا بتأييد الأطراف المقربة لها  ومرورا بتصفية أهم القيادات في محور المقاومة .
ومع ذلك لم يؤثر الرعب الأميركي والآلة الحربية المتطورة في معنويات بعض اقوى الفصائل شراسة وعداء للوجود الأمريكي ولا في مقاومتهم ،! بل تفرقوا في مواقع ومراكز جغرافية مهمة  وتعززت فيهم معنويات المقاومة خاصة بعد طوفان الأقصى ، ولم تستطع أميركا -رغم محاولاتها المستمرة- بثنيهم عن الحاق الأضرار بمصالحها عبر الجغرافية المفتوحة ..!
بينما ذهب فريق أخر الى اقتناء خيار السلطة والأدارة . والأبتعاد بشكل هادئ وغير محسوس عن خيار المواجهة مع الولايات المتحدة . حيث حولت السلطة والنفوذ البعض الى ذئاب دون انياب . وجردتهم من المقاومة والركون الى الأدمان على الهدوء مع الأحتفاظ بالضجيج .
ومشكلة الحقيقة تكمن في أيديولوجيات الإسلام السياسي الشيعي في العراق مابعد ٢٠٠٣ م فقد بقيت مجرد يوتوبيا تدعو إلى إقامة نظام حكم إسلامي على الورق فقط ..! ولم تكن قادرة على التعاطي مع واقع التغيير السياسي وأثبتت عجزها عن التصالح مع واقع الدولة بما تحمله من مصاديق واقعية كمفهوم مجرَّد وكمجموعة من الممارسات الأدارية المعقدة ..!
وقد تبين ومن خلال التجربة ان الغلبة أصبحت لواقعية العمل السُّلطوي وليس للشعارات الحماسية ،، والأولوية هو ما تمليه عليهم احتياجاتهم  من البراغماتية، وباتت ضرورة تفرضها الرغبة بالوصول أو البقاء في الحكم، حتى وإن كان على حساب التخلي عن شعارات المقاومة والممانعة التي تأسسَت عليها تيارات وحركات الإسلام السياسي الشيعي ، والتي كانت تروّج لها طوال فترة طويلة من معارضة الوجود العسكري الأمريكي ..!استطاعت القوى الناعمة الأمريكية من تحييد البعض عن خارطة الصراع مقابل السلطة والأمتيازات . 


حسام الحاج حسين 
مدير مركز الذاكرة الفيلية .