لقد أمر الله سبحانه نبيه موسى عليه السلام أن يضرب بعصاه البحر فانفلق كل فرق كالطود العظيم ، لكن ما أن ادى ماعليه وانفلق له البحر حتى أمره بان يترك البحر على ماهو عليه
لعلة يعلمها هو سبحانه ، لعل فيها أن عليك ياموسى ع ان تفعل ما امرتك وتترك الامر لي
ومن جملة معطيات هذه الاية، انها اسست لمنهجية {اداء التكليف وترك الامور بيد الله عز وجل} التي اعتمدها الامام الخميني (رض) واكد عليها طيلة حياته
ومن الحكم القرآنية العجيبة والنافعة جدا بصياغة النسق السياسي المثالي، الذي نحتاج اليه في مسيرة بناء الدولة اليوم، هو استحضار البعد الغيبي في مواقفنا السياسية ، والعمل بمقتضيات الحكمة ولكن بعد التوكل على الله . وترك مساحة معقولة لتنسج فيها اصابع الغيب الالهي ، ماتقتضيه من حكمة _قطعا ويقينا انها لصالحنا _.
فحين اجرى الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله صلح الحديبة ونزله قوله تعالى
((انا فتحنا لك فتحاً مبينا))
إعترض الخليفة الثاني وقال ماهذا بفتح !!
لكنرمادا كان جواب النبي (ص)؟
كان جواب النبي صلى الله عليه وآله
((انني رسولله ولن يتركني))
فماذا كانت النتيجة ؟
قطعا كانت فتحا وظفرا للمؤمنين دون ان تراق منهم قطرة دم واحدة.
إن هذه الايات البينات ذكرتني بموقف حكاه الجنرال محسن رضائي . حيث يقول كنت قائداً للحرس الثوري إبان الحرب التي شنها صدام اللعين على ايران . ولما اعلن الامام الخميني(رض) وقف اطلاق النار ، لم امتثل لهذا الامر وذهبت للقائه في طهران من اجل التباحث في الامر ، ولم يسمح لي بالدخول فاستغربت جدا !!
فاستعنت بالشيخ رفسنجاني (رحمه الله)
فقال ان الامام يرفض دخولك عليه حتى تنفذ امر وقف اطلاق النار .
وفعلا ذهبت الى القطعات العسكرية ونفذت الامر .
ورجعت للامام واستقبلني قائلا ؛
“”ياسيد رضائي من قال لك بان الله عز وجل قد حصر النصر بالقتال فحسب “”،
ايعجز سبحانه أن ينصرنا بالسلم ؟؟ حاشاه طبعاً
ثم يعقب الجنرال محسن رضائي بقوله
فعلا انا اتذكر الان ان الله عز وجل قد نصرنا بالسلم ،
فبمجرد أن تكون في العراق حكومة تنتمي الى الشعب وعبر آلية ديمقراطية وهي مسالمة مع شعبها وجيرانها فهو نصرنا
فنحن لا نريد غير هذا !!
نعم اننا نغفل ونشتبه ولا نولي الغيب الالهي أهمية ونضع له مكانته التي يستحق في تحليلاتنا السياسية ومواقفنا الرسمية
نسال الله ان يجعل عواقب امورنا الى خير
((لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا))
1 الطلاق