×

أخر الأخبار

الأنقراض الذاتي للأحزاب والحركات السياسية ،،!

  • 27-01-2024, 22:08
  • 116 مشاهدة
  • حسام الحاج حسين

الانقراض في علم الأحياء، هو نهاية وجود كائنٍ حيّ ما أو مجموعة من الكائنات الحية (الأنواع). تُعتبر لحظة موت آخر أفراد النّوع هي لحظة الانقراض عمومًا، على الرغم أنّه من الممكن أن يفقد أفراد هذا النوع القدرة على التكاثر والشفاء قبل تلك اللحظة ،،!
عند دراسة انواع الكائنات السياسية في العراق تجد صعوبة بالغة في تحديد مصيرها حاليا ،،! لانها تمتلك مصادر البقاء على المدى القريب ( النفوذ - المال - السلاح ) ،،!
لكن من الطاف الله ان جعل اغلبها كائنات غبية لاتستطيع ان تستوعب التغيير ..! 
وهي ربما تسير في طريقها الى التآكل الذاتي مما يؤدي الى انقراضها ذاتيا ..! 
وتنقرض هذه الأنواع من الكائنات السياسية عندما لا تعود قادرةً على البقاء في ظروف متغيّرة لانها صلبة ومحتكرة لفئة معينة او عائلة معينة او اشخاص معينين ولا يمكنهم  الاستمرار ضدّ منافسة تفوق وجودهم ،،!!!!
ان استمرار معدلات الأحباط والفشل لدى الكائنات السياسية متعدده الأنماط يؤدي الى تدمير المحيط الحيوي لها ،،!
ان نمو مصالحها الأقتصادية مع الأفراط في الفساد والسرقة واستنزاف موارد الدولة لصالحها تعتبر من اهم المحركات اللازمة للأنقراض الذاتي ،،!!!
ان صياغة مصالحة حقيقية بين الكائنات السياسية ( المعرضة للأنقراض الذاتي ) ومكونات الشعب العراقي  المتنوعة ربما تكون  خطة ناجحة للتخفيف من أزمة الانقراض المعاصرة ،،!!!
لكنها تشترط تنازلات مؤلمة لصالح الشعب . رغم ان اغلبها لايؤمن بالمواطن والمواطنة على حساب الحزب او الفصيل او التيار ،،!
لايخفى ايضا ان هناك عامل خارجي مؤثر على عملية الأنقراض كما حصل بعد ٢٠٠٣م عند غزو قوات التحالف للعراق بقيادة الولايات المتحدة  الأمريكية والذي ادى الى انهاء الحياة السياسية والعسكرية والأمنية لحزب البعث العربي الأشتراكي . الذي قاد البلد عبر عقود من القهر والظلم والدكتاتورية ،،!
يبدو أن بعض الأحزاب السياسية -التي كانت قوية  ذات يوم في المشهد العراقي  تسلك أيضا مسارا سريعا إلى عالَم النسيان ،،! وربما يكون مصيرها مثل البعث او اسوء 
بسبب وحشيته البعض منهم وافتقارهم إلى الكفاءة، إلى الحد الذي يحمل عامة الناس على عدم الاكتراث بهم والتمني بزوالهم وانقراضهم .
ففي ظل بعض القيادات  الأسرية الضعيفة والتي تسيطر على الحزب او الحركة او التيار يكون مستقبلها مجهولا ،،! ولانهم غير قادرين حتى على الحفاظ على شعبيتهم  في معاقلهم  التاريخية ايضا ،،!
وربما لايفهم البعض من قادة الأحزاب السياسية من أن التغيير يسهل  على المواطن أن يحولوا ولاءاتهم وشهد بعض الأحزاب والفصائل في الانتخابات الاخيرة ،،! باأن ابناهم لم ينتخبوا مرشحيهم ولم يصوتوا لهم ،،!! وقد اثار هذا السلوك رد فعل عنيف وصل الى طردهم من مفاصل حركاتهم واحزابهم وهذه تعتبر خطوة قاسية نحو الأنقراض الذاتي ،،!!!ويصدق هذا التحول بشكل خاص في أيامنا هذه، حيث ينظر المواطن او الناخب  على نحو متزايد إلى الأحزاب باعتبارها ماركات يمكن استبدالها إذا فشلت في مواكبة أذواق المستهلك، بدلا من كونها نقاط تركيز للولاء الطائفي والحزبي والعرقي ،،!!! 


حسام الحاج حسين 
مدير مركز الذاكرة الفيلية .