×

أخر الأخبار

السعودية (الشابة)   و    إسرائيل   (العجوز)    و   (حديث بن سلمان)

  • 4-10-2023, 00:09
  • 101 مشاهدة
  • عباس الجبوري

١-قبل أن ندخل على حوار الامير السعودي محمد بن سلمان                  تسرب الى بعض المراكز الاستشارية ان اميركا اصبحت تدرك ان اسرائيل أصبحت (عبئاً)عليها بعد التغيير الهائل في مجالات القوة وأنواع الاسلحة وطرق الحروب الحديثة وأعباء التغييرات المناخية وأساليب الاستنزاف والرقابة
وتحاول اميركا ان تتخلى عن عبء إسرائيل وتضعه على ظهر السعودية المترف الذي يغري المستثمرين

٢-العلاقة المكلفة بين اميركا واسرائيل أصبحت باهضة الثمن والتكلفة لدافعي الضرائب الامريكيين وكذلك بلا (جدوى)ملموسة لاميركا في حسابات النفط والغاز وحركة الارقام على كل الاصعدة وخصوصاًفي المجال الحيوي على خطوط الامن والاستقطاب والبورصات

٣-يرى المراقبون الاسرائيليون ان القطار السعودي السريع على سكة الاقتصاد والتنمية والواردات هو القطار الوحيد القادر على سحب وجر إسرائيل الى رحاب الاستثمار والقوة المالية العظيمة وتكسير حدود الحصار عنها بإمكاناته الخارقة في كل المجالات

٤-السعودية (الشابة)والنشطة في الدوران والحركة حاولت ان تعرقل وصول الحاخامات الاسرائيلية الى شوارع جدة والرياض عبر مجموعة من المطالب التي طلبتها من أمريكا ومنها
أ-ضمان امن الخليج من قبل الاميركان عبر منظومة عسكرية يشترك بها السعوديون بدون شروط

ب- مقاربة النادي النووي او الدخول اليه  ولو من باب (توازن الرعب)مع منافسها التقليدي في المنطقة وهو ايران

ج-عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية وطي صفحات الادانة والتسقيط عبر ملف حقوق الانسان او تسعيرة النفط العالمي

د-طلب اسلحة متطورة جداً لضمان أمن آبار النفط والغاز وحسم معركة التنظيمات المتطرفة وحرب اليمن الطويلة

٥-مشروع مجموعة العشرين الذي سيربط اوروبا ودول الخليج واسرائيل بلورته الولايات المتحدة لتسير على سككه العجوز الاسرائيلية التي أصابها مرض السكري وتصلب الشرايين واصبح علاجها مكلفاً للامريكان فرموها في صحارى العرب الكرام حيث العشب والماء الزلال


٦-سأل أحد المتابعين لحركة السياسة الاقليمية عن ماذا ستجني السعودية وماذا ستخسر  لوطبعت علاقتها مع الكيان الصهيوني     وهل السعودية بحاجة الى (وجع الرأس) هذا لكي تفتح العلاقة مع اسرائيل (العجوز)التي تجاوزت عمر الانجاب ومبررات مشروعها في المنطقة

٧-يرى المراقبون ان السعودية لاحاجة لها بالتطبيع من النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية (والامنية )كذلك خصوصاً بعد (صلح الصين) مع ايران لتهدأ المنطقة ويبدأمشوار الاعمار والتنمية الطويل بعد رحلة مرهقة للجميع

٨-(قوة الانجاز) في السعودية الشابة كما وصفها محمد بن راشد آل مكتوم تجلت في مقابلة الامير محمد بن سلمان مع قناة فوكس نيوز الاميركية والتي كانت اطلالة قوية للسعودية على الاميركان الذين خاطبهم بلغتهم الانكليزية وبايقاع امريكي يعرّف بالمتكلم وبالدور الاقليمي له بتركيز عال على التنمية والمشاريع والانفتاح الاقتصادي على الجميع

٩-جاء التبرير السعودي على سؤال الاتفاق الايراني السعودي الذي رعته الصين بارعاً حينما قال (ان الصين هي من حاولت وجاءت لصناعة التفاهم بين ايران والسعودية ) وهنا يظهر نشاط الصين وحيويتها في حين غرق الاخرون في اوكرانيا قبل ان تذوب الثلوج


١٠-دفع الامير بن سلمان بالقضية الفلسطينية الى الامام مرة اخرى وجعلها  (الاولوية القصوى)لضمان علاقات مع اسرائيل والعرب وهذه الاولوية تحمل في أحشائها (دولة فلسطينية) ذات حدود وسيادة وهوية شعب عريق

١١-لم يندفع الامير الشاب بالاجابة السريعة على سؤال النووي الايراني (المستفز ) وانما كان جواباً واقعياً يلحظ المصلحة من ذلك السلاح ورؤية التوازن لو حاز الايرانيون عليه   وهو جواب تقبله الجميع بنكهة الواقعية السياسية للامن القومي المستدام

١٢-ماذا ستخسر السعودية الشابة في حال التطبيع مع اسرائيل  وهل سيكون الحصاد السعودي بمستوى ما تقدمه السعودية لذلك
خسارة السعودية ستكون

أ-خسارة (المزاج الداخلي)السعودي الذي لن يتفاعل مع هكذا خطوة وبهذه السرعة وستكون(صدمة عنيفة)للداخل السعودي على مستوى الفرد والشعب الذي نشأ وتعلم على أسس تربوية ودينية ووطنية لايتناسب معها التطبيع وعوارضه الجانبية

ب-خسارة (المزاج الاسلامي)المتعاطف مع قضية فلسطين والمنتشر عبر دول وشعوب وحركات نشطة حول العالم

ج-خسارة الجار الايراني الذي يتحسس من اقتراب اسرائيل من مياهه وحدوده والذي وقعت السعودية معه اتفاقاً مهماً برعاية الصين الصديقة للدولتين

د-ستهتز قيادة السعودية للعالم الاسلامي عبر مكة المكرمةوالمدينة المنورة
ومايترتب على ذلك لجهة المشاعر والشعائر واتجاهات القبلة السياسية والعبادية للمسلمين

١٣-السعودية ليست دولة كباقي الدول وانما هي جغرافية دين      وتاريخ نبوة      وعاصمة عبادة   وحج واجب وعمرة مستحبة   وخلاصة عمر الفرد المسلم ان يطوف حولها قاصداً من كل فج عميق
وملتقى حضارة ذات ملامح وحدود وقيم ومركز الثقل يلوذ به المسلم  بتصور  غير معتادٍ على المخيال


النائب عباس الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية