×

أخر الأخبار

(مَن شغفها حبَّاً)  ؟؟؟

  • 2-09-2023, 16:29
  • 124 مشاهدة
  • عباس الجبوري

١-الشغف لغةً من الشغاف وهو غطاء القلب وسويداؤه وحبته ويعرّف بأنه رغبة شديدة وحماس لايقاوم واهتماماًمتلهفاً تجاه الاخر أو شيء ما نتيجة اعجاب بفكرة او مقترح او دعوى او قيمة جمالية او صفة محببة ويصل الى حدوده العليا من الاثارة والجاذبية والعاطفة تجاه الاخرين أو تجاه الاشياء (مادية أو معنوية) تبعاً للاستجابة والتحفيز 

٢- للشغف تأثيران متعاكسان (. أ-(سلبي)حين يتراجع الاهتمام العقلي بالاشياء ويتقدم الاهتمام العاطفي عليه فيورث الكثير من السرعة والرغبة في اختصار الزمن والمسافات والاعراف في الوصول الى الهدف وهذا لايخلو من عنصر المفاجأة بالسقوط دون تحقيق الهدف بأشكاله المتعددة وتكلفته الباهظة من القيم المعنوية والجسمية مثل الارهاق والخمول وفقدان الرغبة في التحدي والسباق والانكفاء على الذات وتقبل الجلد والندم 

ب-(ايجابي) وهو الاستمتاع بالوقت في انجاز الهدف والتزود بالقدرة على تقبل النتائج بشقيها وتحويل المنازلة الى فرصة للفوز فيعيش الفرح الذي لايعترف بالتعب ولاينتابه الملل وتتفتق بعض المواهب والطاقات على طريق الاقتراب او الابتعاد اوالخوف من الفقدان او لهفة الوصول للمراد بشهقة عالية 

٣- فقدان الشغف في الحياة والاشياء والمرئيات يكون متوقعاً في مسيرة التذوق الانساني لهذا الامر                 
وليس له وقت معلوم او موسم قطف او تاريخ نهاية. وأسباب فقدان الشغف

 أ-خيبة الامل في الوصول الى المبتغى 

ب-التسرّع الذي يفقد السيطرة في الوصول وتحمل تبعات الطريق 
 
ج-الملل من تكرار المحاولات الخاسرة وفقدان القدرة على تحمل المردودات وانعكاساتها 

د-تلاشي الدافع الذي يغذي المسير الى الهدف نتيجة عدم تلمّس قيمة المبذول من الجهود والتكاليف في الطريق ومردوداتها الايجابية 

٤-إستعادة الشغف تتطلب مجموعة من العوامل لذلك واهمها

أ-الخلود الى راحة للتأمل ومراجعة اسباب الفقدان والانكفاء واعادة شحن القلب المتعب بطاقة العافية والامل لبداية المشوار من جديد 

ب-استحضار عناصر الثقة بالنفس وتكريسها في الذات والتخلص من هواجس الفشل وعواقبه 
واستعادة التوازن النفسي والعاطفي للداخل وتحفيزه على ان يبدأ رحلة الالهام من جديد 

ج-إجراء حوار داخلي مع النفس برحابة خالية من الوخز والتأنيب وجلد الذات وانما طوف في عالم الرجاء والتخلص من العوائق والموانع التي تخدش الهمم وتتعب الفؤاد 

٥- (من شغفها حباً) هذا السؤال لم يطرح هنا الا للمقارنة والفرز لهذه الروح البيضاء التي (هبطت اليك من المحل الارفع)كما روى ابن سينا الفيلسوف والطبيب وقبل ان يغمرها الشغف او تستجيب له وتملأ قلبها استنشاقاته قبل ان تتراخى يداها على شباك قلبه ثم تعتصر عليه محبة وندماً واقترابا 

٦-ستنحدر دموعها شلالات تتلألأ على خديها بخشوع وانفطار ثم (تلتم)وتتجمع صلابة وصبراً يتلاشى امامها الصخر والحديد متسائلاً عن سر تحولات أشياء الروح واستحالتها الى عالم المادة والتصلد وهي القادمة من مناجم الجمال العذب اللذيذ (فتبسم ضاحكاً من قولها) وبعض التبسم للحبيب رسائلُ

٧-عندما سئلت عن هويتها ومكان وتاريخ الولادة لم تجب شظاياها المتناثرة الا بعد ان نزلت من (تيتانك ) نوح يوم ناداها وناداه(اركب معنا) فركبت هي البحر وتخلف هو على جبل رملي لم يصمد لموجة قادمة من بحار الصدق ومزنة ماطرة من سماوات وعدت وتوعدت في كل مرة (اذ انبعث أشقاها) 

٨-يوم تحركت باخرة نوح كانت مناقير العصافير والحمام الازرق والرمادي لاتحمل حشائش اوأدغالاً 
لبناء أعشاشها لانها كانت على موعد مع منائر وقباب بيضاء وذهبية تستريح عليها وتتقلب على فضائها تيهاً وزهواً وألفة وأمنا ً عبر شفرة استلمتها من أنامل الانهار التي سقاها ورواها (فجعله غثاءً احوى)من الخصب والعطاء 

٩-سألتها وهي تمشي في طريق تسميه (الزحف)ونسميه (الشغف)نحن الاغنياء عن سواه وعن البداية لهذا الحريق الذي يلتهم الاشواق ومتى تنطفئ أعمدة هذا اللهيب الذي تتلذذ به من أول خطوة وهم يشتعل في ثيابها وروحها ولا تقدر الدموع على اخماده رغم طول المسافات وطقسها المنهك للعزائم فلم تجب ولن تجب قبل ان ترتمي على بابه الفسيح 

١٠-(وأشارت اليه) بعد ان استفاقت من سفر الشوق فقالوا(كيف نكلم) ومن نكلم ونحن لانرى (مارأت)وربما مسّها الغيب بخيط من خيوطه التى لا يراها المقصّرون بالشوط الذين باعوا أجفان العيون لتجار المساحيق فلم تعدتتبلل الاجفان بالدموع وهي ترى خيمة تحترق ومهداًيتناثر بالنيران 
لطفلٍ ذبيح 

١١-هذا الذي شغفها حباً
ففتحت له الابواب والشبابيك لتتنفسه شهيقاً عليلًا وزلالاً طهوراً
(وعلامات وبالنجم هم يهتدون) فكتبت هنا العلامة التي يقف عليها النجم ليستمد نوره منها قبل ان يبادله الصباح 
وتمتمت (هذا الذي شغفني حباً) بعفاف ٍ يشبه (السِحرَعندالسَحَر )
وأختفت عن المشهد بين الحشود 
فرددتُ 
(كانَ سرّا) (من هنا فات َ ومرّا)
لم أكن أعرفُ انَّ الجهرَ سرّا 


عباس الجبوري