وبحسب تقرير لـ"الخليج <الفارسي> الجديد" يزيد من حجم الخسائر، تزايد معدلات الوفاة في دول أوروبا، وإغلاق دول لحدودها ومطاراتها، وفرض قيود على السفر إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، وهو وضع قد يستمر عدة أسابيع وربما عدة شهور.
وتتفاوت تقديرات الخسائر حسب معدلات انتشار المرض، وخارطة الدول المصابة به، وعدد الوفيات في كل دولة، وطبيعة القيود المفروضة على التنقل داخليا وخارجيا.
شركات عملاقة
وتمتلك الدول الخليجية شركات طيران عملاقة تصنف ضمن أفضل 10 خطوط طيران حول العالم، أبرزها الخطوط الجوية القطرية، والسعودية، وطيران الاتحاد الإماراتية.
وتمتلك كذلك الكويت وعمان والبحرين شركات خطوط جوية وطنية، إلى جانب وجود شركات طيران خاصة في دول مجلس التعاون الست، وجميعها خفضت مؤقتا شبكات تغطيتها وعلقت رحلات الطيران إلى عدة وجهات.
وتعمل في الدول الخليجية 5 شركات طيران اقتصادي، أبرزها في الإمارات "العربية للطيران، فلاي دبي، طيران رأس الخيمة"، وفي السعودية "طيران ناس"، وفي الكويت "طيران الجزيرة".
ومن وقف الرحلات، إلى وقف التأشيرات، وإلغاء المزيد من الرحلات، والحجوزات، تراجعت عائدات شركات الطيران الخليجیة، خاصة مع تضرر حركة السياحة بشكل كبير، ووقف تأشيرات العمرة، وإلغاء العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية.
ومن المتوقع تراجع الإيراات بشكل أكبر، مع تمديد قيود السفر المفروضة في آسيا، ووقف الرحلات إلى أوروبا والولايات المتحدة.
الخطوط الإماراتية
تبدو التوقعات متشائمة بشكل خاص بالنسبة لشركة "الاتحاد للطيران" الشركة الوطنية الإماراتية، المهددة بالإفلاس، نتيجة ارتفاع تكاليف تشغيلها، وتراجع مستوى ربحيتها.
وهناك مخاوف لدى الحكومة الإماراتية من أن تخسر "الاتحاد للطيران" مكانتها عالميا إذا استمر حظر الرحلات، والقيود على السفر.
ونتيجة تلك التداعيات، طلبت شركة طيران الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي من موظفيها الحصول على إجازة تصل إلى شهر دون راتب.
وقالت متحدثة باسم الشركة، لـ"رويترز"، إن "القيود العالمية على السفر وتغيير مواعيد الفعاليات جعلا الكثير من المسافرين يغيرون ترتيبات سفرهم، وأصبح يتعين على شركات الطيران تنظيم الموارد للتكيف مع هذه التغييرات".
ونقلت "طيران الاتحاد" قرابة 17.5 مليون مسافر العام الماضي، 2019، مقابل 17.8 ملايين مسافر في عام 2018، وتكبدت خسائر بقيمة 870 مليون دولار لعام 2019، للعام الرابع على التوالي، وفق بيان رسمي.
وسجلت "الاتحاد" وهي الناقل الوطني لدولة الإمارات، خسائر إجمالية في السنوات الثلاث الأخيرة بلغت 4.67 مليار دولار بسبب فشل استثمارات ضخمة في شركات طيران عالمية تعرض بعضها للإفلاس.
الخطوط السعودية
بسبب تداعيات "كورونا"، أوقفت الخطوط الجوية السعودية رحلاتها إلى دول عربية وأوربية، أبرزها "الإمارات، الكويت، البحرين، لبنان، مصر، العراق، وإيطاليا"، إضافة إلى تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتا إلى دول أخرى.
لاحقا امتد القرار السعودي إلى التعليق الكامل لجميع الرحلات الدولية لمدة أسبوعين، بداية من 15 مارس/آذار الجاري، مع استمرار الرحلات الداخلية فقط بين مدن المملكة.
وحال امتد تعليق العمرة حتى شهر رمضان المبارك (أبريل/نيسان، مايو/أيار) المقبلين، فإن خسائر القطاع ستتزايد بشكل فادح، بالنظر إلى أن السعودية استقبلت العام الماضي حوالى 7.5 مليون معتمر، بحسب بيانات صادرة عن وزارة الحج والعمرة السعودية.
وتخشى المملكة امتداد أزمة "كورنا" حتى موسم الحج لهذا العام، أغسطس/آب المقبل، ما يعني تفاقم فاتورة خسائرها، خاصة في قطاعات الطيران والفندقة والسياحة.
وتنقل الخطوط الجوية السعودية نحو 34 مليون راكب سنويا، على متن نحو 220 ألف رحلة بالقطاعين الداخلي والدولي، وفق بيانات 2019.
الخطوط القطرية
وبالنسبة للخطوط الجوية القطرية، وبخلاف الخسائر الناجمة عن تعطل حركة الطيران العالمية، فإنها تعرضت لخسارة كبيرة لاستثماراتها في شركة الخطوط الجوية الإيطالية "إير إيطالي" حيث تستحوذ على 49% من أسهمها، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا في إيطاليا.
وخسرت الدوحة كذلك بعض الأموال بسبب تراجع قيمة استثماراتها في شركة "تشاينا ساوثرن" للطيران الصينية.
وتملك الخطوط القطرية حصصا في عدد من شركات الطيران في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، من بينها حصة 20% في الشركة المالكة للخطوط البريطانية، وحصة 10% في مجموعة "لاتام للطيران" في أمريكا الجنوبية، و49% في شركة مريديانا للطيران الإيطالية.
وإزاء تراجع حركة الطيران حول العالم، وفرض المزيد من قيود السفر إلى أوروبا، والولايات المتحدة، فإن استثمارات الدوحة في قطاع الطيران تواجه تحديات جسيمة، ومخاطر أكثر، وخسائر محتملة.
وتكبدت الخطوط الجوية القطرية، خسائر بقيمة 639 مليون دولار في السنة المالية الماضية المنتهية في مارس/آذار 2019، جراء فقدان العديد من مسارات الطيران، على خلفية قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر منذ يونيو/حزيران 2017.