التاريخ مملوء بالحوادث والقصص التي تروي لنا عن الشعوب والامم كيف تتعامل عندما تتعرض بلدانها الى الكوارث والحوادث والعواصف والزلازل والحرائق والفيضانات والامطار والجفاف وكذلك الاوبئة والامراض او عندما تتعرض بلدانها الى العقوبات الاقتصادية والحصار وفرض حظر الطيران والتجارة والتعاملات الاقتصادية والتجارية الاخرى او العقوبات من المنظمات الاممية كمنظمة الامم المتحدة او العقوبات من الدول العظمى التي تسيطر على تجارة واقتصاد العالم وكما حدث مع عقوبات العراق عام 1990.
وهذه الدول والبلدان بعضها ينهار اقتصاده وبنيته التحتية وتسقط حكوماته ويحدث فيها الهرج والمرج والبعض الاخر من يحول هذه الكوارث وهذه الاوبئة التي يتعرضون لها رغم الخسائر في المال والارواح والمعدات الى نصر ويفاجئون العالم بمجموعة من الاجراءات والاصلاحات وبتعاون واصرار شعوبهم على عبور الازمة.
وخير دليل ونموذج على ذلك ما اتخذته الحكومة الصينية عندما تعرضت لهذا الوباء الفتاك (فايروس كورونا ) وكيف تعامل الشعب الصيني الذي يعد تعداده مليار ونصف انسان بصمت وهدوء والتزامة بالتوجيهات والتعليمات التي تصدرها الحكومة الصينية حيث الزمتهم بالبقاء في بيوتهم وعدم تركها لمدة 15 يوما وتعهدت بإيصال الطعام والدواء عن طريق البلديات حيث ان اصغر مقاطعة فيها يصل تعداد سكانها الى 12 مليون نسمها.
وبهذه الاجراءات والعمل بهدوء وعدم اتهام اي جهة خارجية بهذا الفعل استطاعت الصين عبور الازمة والسيطرة على 50 بالمئة منها لا بل وحولت هذه الخسارة وغتنمت الفرصة لتنعش اقتصادها حيث ان انتشار هذا المرض في الصين جعل الكثير من الشركات الاجنبية العاملة ورؤوس الاموال والمستثمرة فيها ومنها الشركات والمصانع الامريكية مثل شركة ابل وبوينغ من بيع اسهمها واستثماراتها بأثمان بخسة الى الصين كما وانها انتهزت انخفاض اسعار النفط الى النصف وقامت بشراء كميات كبيرة منه لتخزينه في مستودعاتها اذ انها تمتلك مستودعات عملاقة لتخزين النفط الخام لتؤمن لها احتياطي نفطي لمدة سنة كاملة دون التاثر بتقلبات الاسعار.
ان الكثير من الخبراء والمحللين الاقتصاديين يعتبرونها هي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية وبين الصين التي تسارع فيها نموها الاقتصادي وخوف امريكا من هيمنة الصين على الاسواق العالمية وفقدانها لكثير من الاسواق العالمية الاخرى وما الاتفاق العراقي الصيني الاخير الاهو سلاح لتحجيم التنمية الاقتصادية الامريكية في هذه البلدان.
ومهما قالوا وقلنا فان الحكومة الصينية وعلى الرغم من الخسائر في الارواح بسبب فايروس كورونا وفي المعدات وتاثر التجارة والصناعة فيها الا انهم بحكمتهم وتعاون الشعب معهم حولوا الهزيمة والخسارة والانكسار الى فوز ونصر وليعبروا هذه المحنة الى بر الامان.
اين نحن منهم لماذا لا يتعلم سياسوا العراق وحكامه من الصين هذه الدروس وهذه العبر ونخرج باقل الخسائر ونستفيد من ثقافة الشعوب والامم ونوجه ونثقف مواطنينا فن واسلوب التظاهر والتعبير عن الراي والابتعاد عن كل مظاهر العنف والعبث بالممتلكات العامة والممتلكات الخاصة والحرق وقطع الطرق وتعطيل المداس والمؤوسسات او تعطيل الحياة العامة ونحول الهزيمة الى نصر.