استضاف المركز الثقافي البغدادي في قاعة حسين محفوظ اليوم تقديم كتاب (تراث بغداد العمراني ) للدكتور صلاح عبد الرزاق وأدار التقديم الباحث التراثي نبيل عبد الكريم
الحسيناوي.
في البداية قدم عبد الرزاق مشهد بغداد في بداية القرن العشرين حيث قال:
-بعد أربعة قرون من الاحتلال العثماني رافقها كثير من الظلم والتعسف والقمع لكل الانتفاضات العشائرية ضد الحكم التركي. لم يكن العراق خلالها سوى ضيعة خلفية للسلطنة التي نهبت العراق وثرواتها ودمرت ثروته البشرية في زج شبابه في حروب الدولة العثمانية وكان همها جمع الضرائب وإرسالها إلى الباب العالي لتنفق على قصور السلاطين.
-كانت الإدارة العثمانية شحيحة في الانفاق لاعمار العراق والعناية بالزراعة وشق الأنهر وبناء السدود والجسور إلا ما ندر وحسب مزاج ورؤية والي بغداد. وكانت تجتاحها الأوبئة والفيضانات بشكل متواصل.
-لم يبن العثمانيون أبنية عظيمة أو قصوراً مثل التي بنوها في بلدهم وخصوصا العاصمة إسطنبول ، بل كانت الأبنية العثمانية في العراق بسيطة جدا ولا فن عموماً وخاصة الحكومية والمحلية في المحافظات، مقارنة بقصور البوسفور ودولمه باغجة ويلدز وتوب كابي.
-وحتى القشلة استغرت عدة سنوات ، وسرق طابوقها من سور بغداد المتبقي في جهة الرصافة. نعم نعتز بها لأنها أبنية تراثية تجاوز عمرها ال ١٥٠ عاماً .
-في الحرب العالمية الأولى كانت بغداد مجرد أزقة وجوامع وأسواق وبيوت على الطراز البغدادي حافظت على أصالتها وجمالها لأنها بنيت بأيدي عراقية تملك الذوق والفن والجمال.
-لعل واحدة من أقدم محلات بغداد في مركز العاصمة هي جديد حسن باشا أو الدنكجية في جانب الرصافة. وكانت مقراً لكبار العائلات المتنفذة ورجالات الدولة والقضاة . وهي المنطقة التي تشمل شارع النهر وساحة الرصافي وسوق السراي والميدان وباب المعظم.
-وقد تجمعت فيها أغلب الدوائر الحكومية كالقشلة، والتعليمية مدرسة الحقوق (تهدمت عند السقوط)، والعسكرية الثانوية الرشيدية (المركز الثقافي البغدادي)، والتربوية ( الثانوية المركزية والغربية المتوسطة) والبريد المركزي وأمانة العاصمة ودار الوالي وسراي الحكومة.
-يقول أمين المميز وهو دبلوماسي عراقي عمل في عدة عواصم عربية وأجنبية في كتابه (بغداد كما عرفتها) :
-بعد إعلان الدستور العثماني عام ١٩٠٨ وخلع السلطان عبد الحميد الثاني استبشرت بغداد والعراقيون خيراً بشعارات (حريت عدالت مساواة أخوت) التي رفعها الانقلابيون. لكن بعد تحكم حزب الاتحاد والترقي في رقاب رعايا الإمبراطورية العثمانية من كافة القوميات والشعوب، أدرك البغداديون والعراقيون بأنهم لا يملكون حرية ولا عدالة ولا نساواة ولا أخوة، فأصيبوا بخيبة أمل.
-ويصف المميز أحوال بغداد آنذاك فيقول: كان في بغداد جسر خشبي واحد يعوم على القوارب. ويحدث أن يجرف التيار الدوب فينقطع التواصل بين الكرخ والرصافة.
-النارة كانت بالفوانيس رغم أن الكهرباء انتشرت في نهاية القرن التاسع عشر . والماء يصل البيوت عبر شبكة من السقائين يحملون الماء في قرب جلدية .
-لم تكن في بغداد سوى سيارة واحدة من نوع فورد هي سيارة الوالي خليل باشا وتسير في الشارع الوحيد الصالح لسير السيارات الذي فتحه الوالي لهذا الغرض وهو الذي سمي فيما بعد بشارع الرشيد. وكان الناس يستخدمون الحيوانات في التنقل وحمل البضائع. وحتى الكاري كان يستخدم الخيول لجر عربات السكة الحديد.
-ولم تكن في بغداد سوى ثلاث مستشفيات هي مستشفى المجيدية ومستشفى اليهودي مير الياس في العلوازية، ومستشفى الغرباء في الكرخ.
-كانت نسبة وفيات الأطفال من ٢٠ إلى ٥٠ ٪
-في عام ١٩١٧ كان عدد سكان بغداد ٢٠٠ ألف نسمة.
ثم عرج عبد الرزاق على فصول الكتاب فتناول كل فصل باختصار معلقاً على الصور الحصرية المنشورة لبعض الأبنية التراثية مثل الصندوق الداخلي للحضرة الكاظمية الشريفة ، وصور أجزاء ساعة القشلة من الداخل وعلى الجرس تاريخ صنعها عام ١٩٢٧ . وهي الساعة المهداة من الملك الانكليزي جورج الخامس إلى الملك فيصل الأول. وتضمن الكتاب الفصول التالية:
الفصل الأول: الباب الوسطاني آخر أبواب بغداد العباسية
الفصل الثاني: المس بيل ... السيدة الإنكليزية التي أسست العراق وماتت فيه
الفصل الثالث: الجنرال مود ... دخل بغداد محتلا ولقي حتفه فيها
الفصل الرابع : دبلوماسيون وسياسيون دفنوا في بغداد
الفصل الخامس : قصر شعشوع
الفصل السادس: بغداد في العهد العثماني
الفصل السابع : مدحت باشا وأعماله الاصلاحية
الفصل الثامن : القشلة رئة بغداد الثقافية
الفصل التاسع : حفل تتويج الملك فيصل الأول في القشلة
الفصل العاشر : المركز الثقافي البغداد
الفصل الحادي عشر: السراي مقر حكومة والي بغداد
الفصل الثاني عشر: دار الوالي مسكن الولاة العثمانيين
الفصل الثالث عشر : بيت الحكمة أول مكتبة في العصر العباسي
الفصل الرابع عشر: المدرسة المستنصرية أول صرح أكاديمي في بغداد السلام
الفصل الخامس عشر : القصر العباسي آخر قصور العباسيين في بغداد
الفصل السادس عشر : العتبة الكاظمية عمارة تطاول الزمن
الفصل السابع عشر: مراقد السفراء الأربعة في بغداد
وفي الختام قدم الأستاذ نبيل الحسيناوي باقة زهور احتفادً بالمناسبة. ثم تم التقاط صور تذكارية مع الجمهور
الحاضر.![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()