×

أخر الأخبار

رسالة الى السيد محمود المشهداني

  • 31-12-2022, 11:23
  • 200 مشاهدة
  • جمعة العطواني رئيس مركز افق للدراسات والتحليل السياسي

كما تعلم فاني لم امدح كبار السياسيين بالاعم الاغلب ( الا ما ندر) لاسباب عدة، منها انهم اخفقوا في كثير من المواقف السياسية والحكومية، وكذلك لكي لا يقال اننا نمدحهم تزلفا .
لكني وانا استمع الى كلمتك بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر رضوان الله تعالى عليهم، فهي  كلمة تستحق ان تكتب ( بماء الذهب) لما تضمنته من معاني كبيرة ومفاهيم عظيمة وجراة ووضوح دون مجاملة او مداراة سياسية، او مهادنة مع اعداء العراق وقتلة الشهداء.
كنتَ صريحا في قول الحق، وانت مسلم متفقه تعي معاني المصطلحات الفقهية، فلم تتحدث بعواطف، وانما تحدثت بفقه الاسلام وحددت العدو بصراحة،  ووضعته في خانة الكفار.
كم هو جميل ورائع ونحن نراك تستشهد بكلام امير المؤمنين في وصفه للشهادة بقوله ( ان اكرم الموت القتل، والذي نفس ابن ابي طالب بيده لالف ضربة بالسيف اهون علي من ميتة على الفراش في غير طاعة الله ).
وما اشجعك وانت تشرح مضمون الحديث بقولك( واكرم الشهادة شهادة المسلم بيد الكافر، واعظم الشهداء من صانوا الارض والعرض فكانت الشهادة لهم التكريم ... فكانوا رموز شهادة بالغدر الذي غُدِروا به من الامريكان والصهاينة الذين ثبت لهم دور في قتلهما ).
نعم اكثر من ذلك فانك نقلت بكل شجاعة حكم الامة على كفر الامريكان والصهاينة بقولك( المسلم المقتول بيد الكافر شهيد باجماع الامة ، لا يختلف في ذلك فقهاء الشيعة ولا فقهاء السنة ).
هذه الصراحة والشجاعة لا يقولها الا رجل يحمل مبدأً اسلاميا وبصيرة عميقة ، ووضوح في الطريق.
لم يخلد في ذهنك  انك لابد ان تكون براغماتيا او تكون ( متوازنا )في حديثك وتمسك العصا من الوسط، وتكتفي بالثناء على الشهداء القادة ودورهما في وحدة الامة وتحرير الارض، وتغض النظر عن المساس بقتلتهم من امريكا وصهاينة تحت ذريعة ( البراغماتية السياسية)، او( مقتضيات المصلحة)، او ( التفكير الاستراتيجي) الذي يستخدمه غالبية القيادات السياسة، ومنهم قيادات شيعية للاسف الشديد.
ففي الوقت الذي (نتأت القرحة) واثنيت على دور الشهداء في تحرير العراق، اكدت على جريمة الامريكان والصهاينة في هذه العملية الاجرامية ووصفتهم بالكفار، وهذه الجراة لم نسمعها من غيرك بكل صراحة، بل ما سمعناه من غيرك هو التوسل بالامريكان والتشكي لانهم ( الامريكان ) لم يسمحوا بنشر صور الشهداء في الفضاء المجازي.
بل ان بعض اخوتنا الذين (نظن بهم خيرا) لم نسمع من ثنايا كلماتهم ذكرا  لاسم امريكا، وتحولوا الى ( وعاظ) يذكروننا بقيمة الشهادة والشهداء دون اي ذكر لعدو الشهداء.
اكثر من ذلك ايها المشهداني، فانك غصت في اعماق التاريخ لتوجد مقاربة رائعة بين شهادة الشهيدين وشهادة ابي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام بقولك( بمن تذكركم شهادة الشهيدين والشهداء معهم؟ اليس تذكركم بشهادة الامامين الحسين والعباس عليهما السلام والثلة الطاهرة التي معهما؟وكيف لا نتذكرهما في موقعة المطار، وموقعة المطار امتداد ممتدد للطفوف التي اصابت شهداء الامة، حتى كانما اصابهما طف حديث تلا الطف القديم).
لا اريد الاسهاب في نقل تفاصيل كلمتك الرائعة، لكني اود ان اشير الى نقطة ننتزعها من حديثك وحديث سائر الاخوة الذين تحدثوا بهذه المناسبة من باقي المكونات، من السنة والمسيح وهو : اننا ببركة دماء الشهداء استطعنا ان نتوحد من جديد في امة واحدة، لها قيم واهداف رسالية خالدة، هذه الامة هي امتداد لامة رسول الله الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ، فاصحاب الحسين عليه السلام كانوا امة من دون الناس، رغم قلة عددهم الا انها جمعت زهير بن القين (العثماني) ووهب النصراني( المسيحي)، وحبيب بن مظاهر (الصحابي)، وجون العبد الاسود الذي طيب الله ريحه، تحت قيادة امتداد رسول الله الاعظم المتمثل بسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام.
هذه الامة تحيا من جديد لتجمع بين محمود االمشهداني (السني) والفلسطيني (السلفي) واللبناني الشيعي واليماني (الزيدي) ، بل والكلداني المسيحي، فضلا عن العراقي بمختلف مكوناته، وسائر المستضعفين الذين يرفضون الذل والخضوع والاستعباد ، هذه الامة تاسست على يد حفيد رسول الله الاعظم نائب الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ونعني به الامام الخميني (قدس)، ويقود ركبها الامام الخامنئي ( دام ظله)، وبدعم وتاييد من المرجع الاعلى السيد علي السيستاني( دام ظله)، الذي أبّنَ الشهداء القادة ايما تابين، وقد اوجع خبر استشهادهم قلبه .
هذه الامة رغم خصوصيتها الدينية والمذهبية الا انها تجتمع تحت خيمة الاباء والعزة والكرامة ومقاومة الاحتلال  انها خيمة ( الاسلام المحمدي الاصيل).