أثار كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، استهجاناً واسعاً في الاوساط السياسية والثقافية، حيث لم يتجرأ على ذكر الاعتداءات التركية والمجازر البشعة التي يرتكبها الاحتلال التركي في محافظات العراق، منذ سنوات، والتي ازدادت بشكل ملحوظ مع وصوله للسلطة.
وبعد نحو اسبوع من تواجده في مدينة نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العمومية، سوقت الماكنة الإعلامية للكاظمي، على أن كلمته ستكون "مدوية" وإن العالم بأسره سوف يسمع صرخات العراقيين من الذين تقطعت أشلائهم في مصايف العراق نتيجة القصف التركي الغاشم.
وبعد أن وصل الكاظمي لمنصة الجمعية العمومية، لإلقاء كلمة العراق، الكاظمي ذكر تركيا خلال مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك ، في وقت لم يتطرق الى القضايا المصيرية للعراق وطرق معالجتها.
وخلال 20 دقيقة من الحديث المتواصل للكاظمي امام اهم محافل العالم لم يتطرق مطلقا للشكاوي القضائية الدولية التي اعلن عنها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ضد تركيا لانتهاكها سيادة العراق، بعد القصف الذي اسفر عن استشهاد واصابة العشرات من العراقية قبل نحو شهرين في دهوك، او منع دول العالم من استيراد نفط كردستان دون بغداد ودعم المجاميع الارهابية من قبل دول الجوار وغيرها من الملفات.
وذكر الكاظمي، أن العراق يكرر من هذا المنبر دعواته لعدم استخدام أراضيه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، أو حماية الأمن القومي لدول أخرى؛ بما يعرّض أمنه واستقراره للخطر.
واضاف ان "العراق يؤكد على ضرورة احترام المبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والعلاقات الدولية، باحترام سيادة الدول، ومبادئ حسن الجوار. وإن حكومة العراق تؤكد تمسكها بنهج يدعو إلى حل الخلافات المتراكمة عبر القنوات الدبلوماسية.
وتابع ان "العراق يمر بظروف مناخية صعبة بسبب شح الموارد المائية، وتغيير مجاري الأنهار التي يشترك بها مع دول الجوار، وإقامة المشاريع دون الأخذ بالحسبان تأثيراتها على الحصص المائية، والاستخدام المنصف للدول المتشاطئة".
وتتباها الدول في هذه المحافل بعرض قدرتها على جمع الاطراف المتنازعة على طاولة الحوار لتستغلها في فرض النفوذ العالمي كما هو الحال في قطر والسعودية وتركيا وايران في الازمة الأوكرانية، الا ان الكاظمي أعلن انه اشرف على نجاح الكثير من عمليات التفاوض الدولية سرا! دون ذكر اية مفاوضات باستثناء السعودية الايرانية .
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى العديد من المدونين والمتابعين للشأن السياسي استغرابهم من كلمة الكاظمي، معتبرينها "مجرد وقفة لسد فراغ المنصة"، حيث أنها لم تكن بالجدية المطلوبة ولا تعكس الواقع المرير الذي يمر به الشعب العراقي منذ عقود نتيجة الاحتلال الامريكي والتركي وانتهاك السيادة المستمر الذي يتعرض له.
كما وبين المدونين، أن ما يثير الاستغراب أكثر، هو أن الماكنة الإعلامية لرئيس الوزراء، فشلت في اقناع العراقيين بأن كلمة الكاظمي جاءت مهمة، بسبب حجم الفشل الذي رافق كلمته والتي جاءت بدون أي فائدة لما يحدث في العراق من صراعات وأزمات سياسية واقتصادية