×

أخر الأخبار

هل جزاء ايران ان نقول لها ،،بره بره"؟

  • 13-11-2019, 09:39
  • 343 مشاهدة
  • هل جزاء ايران ان نقول لها ،،بره بره"؟

ان تصاعد موجة العداء الى الجمهورية الاسلامية ليس مردها الى خطأ ارتكبته ايران بحق الشعب العراقي، انما هو منهج ومخطط اعدته الولايات المتحده الامريكية، ضمن حربها الناعمة ضد الشعوب التي تختلف معها ومنها ايران، فبعد سلسلة الانتصارات التي تحققت على داعش وطردهم في معارك ضارية خاضتها قواتنا الامنية، بعنوانها الاكبر "الحشد الشعبي" تكون "امريكا" قد احست ان مساحة المقاومة قد اتسعت في العراق، ولم تعد  في حدود الفصائل التي تقاتلها في الكر والفر، انما هو مشروع كبير يهدد وجودها في العراق كما يشكل عمقا استراتيجيا لكل فصائل المقاومة في المنطقة، سواء في ايران او لبنان او سوريا وفلسطين و اليمن...
لذا عمدت على استخدام كل الطرق التي تشوه سمعه الحشد الشعبي، عبر اعلامها المسموم و شراء ذمم بعض الاعلاميين وغيرهم، بل وتعمدت الى ضرب مقارهم واماكن تواجدهم سوا اثناء المعارك مع الارهاب او بعد ذلك، واكثر ما ازعجها تحول الحشد الى مشروع عقائدي، فرأت ان تضغط على المسؤولين العراقيين في كل صغيرة وكبيرة، من اجل الغاء مشروع الحشد واخرها اشعال التظاهرات وشراء اصوات تردد "ايران بره بره"...
ان ترديد "ايران بره بره" لم يكن رايا عاما لدى الشعب العراقي بل ردده "انصار تيار مقتدى"، لخلافات سياسيةلاغير، اما في حقيقة الامر فان الموقف الايراني "النبيل" في دعم الحرب ضد الارهاب بالمال والسلاح و التدريب و حتى القتال وسقوط الشهداء موجود في ضمير كل عراقي و ومن جميع المناطق والطوائف ولذا نجد ان صوت "ايران بره بره" سرعان ما غاب عن التظاهرة وتمت مواجهته من جميع الاطراف.
ان تحميل ايران مسؤولية جلب "احزاب السلطة" في العراق قضية غريبة، حيث ان هذه الاحزاب عندما قضت ردحا من حياتها في ايران كانت غير راغبة بنظام الحكم في الجمهورية الاسلامية باعتماد نظام "ولاية الفقيه" وطالما علا صوتها في ذلك، وانها لم تعتمد المراجع في ايران بل قادتهم عراقيون مثل السيدمحمد باقر الصدر (قدس سره) و السيد محمد صادق الصدر (قدس سره) والسيد باقرالحكيم (قدس سره) وغيرهم...
ثم ان معظم كوادر هذه الاحزاب الاسلامية تركت ايران و عاشت في سوريا اوروبا، واغلبهم لديهم جنسية اوروبية وليست ايرانية، وان مؤتمراتهم كانوا يعقدونها في اوروبا، وباتت لهم تنسيقات مع الولايات المتحدة لتغيير النظام في العراق، دون رغبة قادة الجمهورية الاسلامية بذلك رغم  عدائهم لنظام صدام، فمن اين جاءت بهم ايران، وما الداعي تحميلهم مسؤولية عناصر فشلت في ادارة الدولة، اما بالنسبة لقادة الجمهورية الاسلامية فانهم يهمهم جدا ان ينجح قادة الاحزاب الاسلامية "الشيعية" ، خاصة بانشاء دولة قوية الى جوارهم لتشكل لهم عمقا فاعلا اولا و لتكون انموذجا ان الشيعة ليسوا فقط ارباب بكاء ولطم انما هم "بناة دولة".
ايران لم يكن لها دور في صناعة النظام السياسي في العراق عام 2003، وتعلم انه نظام (غربي) بعيد عن توجهاتها لكنها لم تقف في وجه ارادة العراقيين، و تعاملت معه كواقع حال، وان نتائج الانتخابات هي التي جاءت بهذه الاسماء والعناوين لرئاسة الوزراء وهو خيار الشعب العراقي عبر صناديق الاقتراع، ولم يثبت يوما ان ايران تدخلت في اليات الانتخابات او انها رشحت اسما بعينه.
البعض يحمل الجمهورية الاسلامية تخلف العراق في الصناعة والزراعة حتى تصدر له بضائعها ومنتجاتها الزراعية وغيرها، وهنا نسال : من الذي دمر البنى التحتية من مصانع ومعامل ومنظومات كهرباء واتصالات وخدمات وغيرها ؟ اليست امريكا هي من دمرتها؟، الرئيس الامريكي بوش نفسه قال: سنعيد العراق الى القرون الوسطى وفعلا لم تترك الصواريخ والطائرات الامريكية موقعا مهما بالبلد الا ودمرته عام 1991 ثم لحقتها بعد ذلك عام 2003 لتنقض على ما تبقى، فاين ايران من ذلك؟، لقد خرج العراق من الحرب مع ايران ومصانعه ومعامله تعمل، وان معظم الحرب دارت على الحدود بين البلدين..
اما في قضية الزراعة فايران  لم تجد مزرعة في العراق كي تغرقها او ثقفت وعملت على فشل مشروع زراعي، بل لم يطلب منها العراق تعاونا في الشان الزراعي وتخلفت عنه، على العكس من الاحتلال الامريكي وتدخل السفارة الامريكية كان له الاثر في بقاء العراق متخلفا كي يتقبل مشاريعها في التقسيم وفي قبول صفقه القرن وغيرها...
البعض ايضا يحمل ايران مسؤولية "الفساد الاداري والمالي" المستشري بالعراق، ونقول اذا كان قادة الاحزاب الاسلامية في ايران، فهل شهدوا في هذه الدولة فسادا لكي يتعلموه، وهل ان القيم الاسلامية ومبادئ الاسلام الحنيف يتقبل الفساد بكل عناوينه واشكاله؟ فلو كانوا حقا "مسلمين" لردهم الاسلام عن الفساد اولا، ثم كيف نحمل دولة اسلامية تعاقب الفاسد اشد العقوبات مسؤولية الفساد، ولذا فقد تطورت في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعسكرية وغيرها.
يقولون ان الحاج قاسم سليماني يوجه الساسة العراقيين وهم بيادق بيده، نسال: من الذي وقف معنا في العراق ايام المعارك ضد الارهاب ؟ ..الجميع يتفق على ان الحاج سليماني كان له الدور الكبير في مواجهة الاحتلال الامريكي و دعم المقاومة و اخراج القوات الامريكية من العراق، مثل ما كان له الدور في طرد داعش من ثلث اراضي العراق فهذا الرجل الذي غامر  بحياته للوقوف معنا في الساتر الاول لمقارعة الارهاب هل يمكن ان يكون سببا في افشال العملية السياسية في البلد و التاثير سلبا على القادة و المسؤولين العراقيين؟، ان كل زيارات الحاج سليماني بعلم وزارة الخارجية العراقية ولقائه بالمسؤولين العراقيين لقاء اخوي لتبادل الخبرة والاستشارة.
ثم ان الرجل لم يفرض رأيه على احد كي يتحمل المسؤولية في اي قضية، و زيارات المسؤولين الامريكان تفوق زيارات المسؤولين الايرانيين عشرات المرات، لماذا لا نحملهم المسؤولية في ذلك، خاصة وان  تصريحات الشيخ قيس الخزعلي الاخيرة قد كشفت حجم التامر الامريكي الاسرائيلي على العراق...
اما من يرى انه ليس من مصلحة العراق معاداة امريكا بسبب ايران فهذا مردود، فالعراقيون يعلمون جيدا بحجم الدمار الذي لحق في بلدهم جراء القصف والعدوان الامريكي، وانها جاءت محتلة لبلدهم، و تتحمل مسؤولية التخلف ومنع النمو الاقتصادي والاستثمار، وان ثقافة العراقيين في العداء لامريكا قديمة، لذا قاتل قواتهم المحتلة وطردهم كما يدرك العراقيون ان السياسة الامريكية مبنية على نهب ثروات الشعوب وتدمير بلدانهم واشاعة الفوضى والخراب، وان العداء لامريكا من قبل العراقيين لم تصنعه ايران، بل هو السلوك الامريكي سواء مع العراق او بلدان العالم الاخرى، و اذا تكلمنا عن صراع النفوذ فليس هنالك دولة في العالم في مناى عن مثل هذا الصراع، والمهارة تكمن فيمن يستطيع ان يستفيد من هذا الصراع لمصلحه بلده.

بشكل عام انه ليس من مصلحة العراق خسارة ايران للاسباب الاتية:
١- ساعدت العراق قبل سقوط النظام بتصدير جزء من نفطه لمساعدة الشعب العراقي في محنته بالحصار.
٢- ابقت العلاقة مع العراق بشان زيارات العتبات المقدسة ايام النظام البائد واحترمت الاتفاقيات والمواثيق بين البلدين.
٣- بعد عام 2003 حثت الشعب الايراني لقبول العلاقة مع العراق رغم حجم الالم في نفوسهم نتيجة اثار حرب الثمانية اعوام.
٤- وقفت مع العراق في مقارعة الاحتلال الامريكي ودعمت المقاومة.
٥- فتحت حدودها مع العراق بطول 1450 كم دون ادنى موانع او تعقيدات، لتبادل الزيارات كما فتحت مؤسساتها وخبراتها للاستفادة منها.
٦- دعمت الاعلام العراقي.
٧-دعمت العراق في مقارعة الارهاب.
٨- اذا خسر العراق ايران فسيبقى مجردا دون ادنى عمق استراتيجي ونظرة الى الدول المجاورة وتعاملها مع العراق تكفي شاهدا.
٩- رخص البضائع الايرانية ساعدت فقراء العراق كثيرا في معيشتهم
١٠- دعمت ايران العملية السياسية في العراق رغم عدم قناعتها بطبيعة النظام.
١١-دعمت العراق بالطاقة الكهربائية رغم حاجتها لها.