سلطت مجلة فوربس الاميركية الضوء على محنة الناجين من الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق، مؤكدة انه بعد مرور خمس سنوات على هذه المذابح ما زالوا ينتظرون عودة الأمن والسلم كي يضمنوا بقاءهم على قيد الحياة، وليتمكنوا من بناء مستقبلهم في المناطق التي استهدفوا فيها.
وقالت الكاتبة "أولينا أوشاب" في تقرير نشرته المجلة عن قضية السلامة والأمن التي جرى تجاهلها إلى حد كبير، وهو ما جعل سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الإيزيدية نادية مراد توجه تركيزها إلى خطتها المتكونة من خمس نقاط والمتمثلة في مساعدة سكان المناطق المستهدفة من قبل جماعات تنظيم داعش.
وكانت الناشطة الإيزيدية قدمت خطتها في الاجتماع الوزاري لتعزيز الحرية الدينية الذي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن في تموز الماضي.
وأكدت نادية في خطتها ان من الضروري إيجاد حل حول الحكم المحلي في مدينة سنجار وغيرها من المناطق الأخرى المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنه في حال لم يتم التوصل إلى حل بين الجانبين، فإن الإيزيديين سيظلون ضحايا هذا النزاع.
وأشارت الكاتبة إلى نقطة أخرى من الخطة، حيث دعت نادية مراد كلا من بغداد وأربيل إلى ضرورة دمج الأقليات الدينية بشكل أفضل في قوات الأمن، معتبرة أن هذه الجهود ستمكن الأقليات الدينية من استعادة شعورها بالأمان وستمنع القيام بإبادة جماعية في المستقبل.
وترى الكاتبة أن هذا الأمر بالغ الأهمية ولا سيما عند التفكير في أن الإيزيديين قد تركوا دون حماية قبل الهجوم الذي نفذه داعش، ففي شهر آب من عام 2014، كانت قوات البشمركة الكردية هي القوة الأمنية الوحيدة الموجودة في المنطقة، حيث كانت تشرف على قواعد ونقاط التفتيش في جميع أنحاء سنجار، كما أنها دافعت عن المنطقة لسنوات طويلة، ومع ذلك، فقد قيل إن قوات البيشمركة لم تقم بحماية الإيزيديين عندما نفذ داعش هجوما على مدينة سنجار.
وأشارت ، إلى أن دمج الأقليات الأمنية في قوات الأمن العراقية أو التابعة للإقليم سيعالج هذه المشكلة، لأن هذه القوات لن تدافع عن المناطق الأخرى فقط بل عن مناطقها أيضا.
وأوضحت الكاتبة أنه في حال لم يتم التعامل بشكل فعال مع هذه القضايا فإن المجتمعات المستهدفة من قبل داعش ستواصل العيش في رعب تام أو ستغادر المنطقة مجبرة بحثا عن الأمان، وهو الخيار الوحيد أمامها عندئذ.