×

أخر الأخبار

الشهيدة "مريم نايف"..الانثى الخارجة من الركام

  • 22-03-2022, 20:55
  • 399 مشاهدة
  • سعاد حسن الجوهري

بقلم: سعاد حسن الجوهري

الحديث عن الشهيدة العروس المأسوف على شبابها "مريم نايف" او ما تعرف في السوشال ميديا بـ "مريم زباري" حديث يقودنا لطموح الانثى الخارجة من ركام التقاليد والاعراف المشددة الى رحاب الثقافة والكتابة والعلم والمعرفة بموازاة الحفاظ على الحشمة والعفة والحجاب واصول التربية الصحيحة السليمة التي درجت عليها منذ نعومة اظفارها.
مريم كغيرها من عشرات آلاف الانثوات وجدت نفسها وسط اسرة محافظة اشد الحفاظ لكنها قررت ان تمارس حقها الطبيعي في الانتهال من معين الثقافة والدخول الى هذا العالم الرائع لكن بعيدا عن الاضواء او معرفة الاهل والاقارب. الاسم المستعار كان السبيل الوحيد لدخول عالم السوشال ميديا ونشر ما تدونه اناملها ويرسمه عقلها الواسع وخيالها الخلاق. لتجد نفسها وسط متابعة كثيفة من قبل مختلف الاوساط الذين لايعرفون شهيدتنا قد خرجت من زوايا الانعزال الى رحاب الاضواء لكن بالطريقة التي اختارتها.
التجربة هذه تجرنا الى تسليط الاضواء على محنة قريناتها في مختلف المحافظات واللاتي يجدن انفسهن حبيسات التقاليد والاعراف التي تمنعهن من التعبير عما تجيش بهن خواطرهن.
لا أودّ هنا مناقشة تلك النزعات الذكورية الطاغية في المجتمع العربي والعراقي وهو أمر مفروغ منه رغم اننا نعيش القرن الالكتروني بحذافيره وقد لايرغب البعض بان يرضخ لحقية ان زمن الغاء المراة لذاتها امام الرجل قد ولى بلا رجعة ولم تعد الانثى تمنح الذكر احساس القداسة والسمو ولاتناقشه في رأي او ترد له طلبا. فاذا نظرنا إلى بعض العادات في مجتمعنا سنجدها محاطة بإلاكراهات فقط أي أنه ما من سند شرعي لها فكيف صارت من متطلبات إسعاد الزوج وتبجيله والرجل واحترامه والاخ وتقديسه؟
فمريم وغيرها من المتفتحات الراغبات بممارسة الحق المشروع يستنكرن ذم المرأة المثقفة والايحاء بانها لاتصلح للزواج والحياة وان وجودها في حياة الرجل لا يضمن بناء بيت مستقر او مجتمع متماسك او حتى صوت فعال.
فالشهيدة مريم وامثالها يعرفن جيدا بان المشكلة تكمن حين يظن بعض الشباب أن معيار الزواج الناجح هو بالدرجة الأولى توفر زوجة خانعة لا تناقش ولا تبدي رايا مهما يكن مهما. فهي واقرانها ومن يشاركها الرأي تعرف جيدا ان الزواج السعيد أو الناجح يستند على طرفين هما الرجل والمرأة وليس على واحد منهما وان المجتمع ونهضته الفكرية مرتهنان بممارسة الجميع - ذكر وانثى - حقهما في الحياة وعلى مختلف الصعد.
فطوبى لمريم الشهيدة وكل بنات وطني اللاتي فضلن ان يمارسن حق الحياة باتزان وعفة وشرف واقتدار ليضربن مثلا في غاية الروعة عن الانسانة الطموحة المكافحة في عراق من المفترض ان يعيش القرن الـ 21 بحذافيره.