×

أخر الأخبار

السيد نوري المالكي .. والعملية السياسية

  • 27-02-2022, 11:57
  • 285 مشاهدة
  • اياد الاماره

_إياد الإمارة_
٢٦ شباط ٢٠٢٢

مقدمتان
الأولى: السيد نوري المالكي ليس معصوما لكنه الاقل خطأ من أغلب الطبقة السياسية والحكومية في البلد منذ العام ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا، الرجل صاحب قرار حازم، وغير متذبذب، ولديه رؤية سياسية ناضجة، وهو مستشرف سياسي جيد، متواضع نسبيا، لديه دوائر إهتمام أخرى تتجاوز مصالحه الشخصية والحزبية متعلقة بالوطن والدين وبعبارة اكثر وضوحا إن للسيد المالكي إهتماماته الشخصية والحزبية لكنه لا يتوقف عندها فقط بل له إهتمامات أخرى متعلقة بالوطن والدين ..
سمعنا الكثير من الشهادات التي تثبت ذلك من منافسي السيد المالكي وغرمائه.
أما المقدمة الثانية: اختلفت لأكثر من مرة مع أصدقاء أعزاء علي أحترمهم وأوقرهم بسبب موقفي الداعم والساند للسيد المالكي الذي كنت أرى فيه -من البداية- ما لا أراه في غيره على الرغم من إنني لست من حزب السيد المالكي لكني إنخرطت بالعمل ضمن صفوف كتلة دولة القانون ولفترة طويلة وهذا ما اعتز به كثيرا ..
لكن أغلب الأصدقاء الذين اختلفت معهم بسبب السيد المالكي عادوا ليتوافقوا معي بالرأي مرة أخرى وقد وجدوا ما وجدته من قبل بهذا الرجل (اصدقائي -على الدوام ولله الحمد- من العقلاء).

السيد نوري المالكي بما يحمل من مزايا وخصال طيبة وبما يسجل عليه من أخطاء كتبتها مرارا وتكرارا ووضعتها بين يديه ولم يقابلني إلا بالمودة والإحترام، هو بكل هذا وذك مشروع وطني كان ينبغي أن يحظى بدعم القوى العراقية (الوطنية) التي وقف البعض منها -مع شديد الأسف- بالضد منه وانخرطوا شاعرين بذلك أم انهم غير شاعرين في مشاريع لم تكن بصالح العراق والعراقيين بالمرة ..
الرجل وإن كان يحمل شيئا من (العنديات) و (الحزبيات) لكنه أراد للعراق أن يكون بلدا قويا، حرا، عزيزا، مقتدرا، غير تابع ولا منقاد، ينعم أبنائه بخيراته، يتعلم ويزرع ويتعالج ويسكن ويترفه من مواره الوفيرة.
لم يرغب بتدخل أي طرف بالشأن العراقي وكان يعمل جاهدا لحماية العراقيين من موجة الإرهاب الوهابي التكفيري السعودي المنشأ الصهيوني التخطيط والذي تموله أطراف مختلفة قادت بالنهاية إلى مشروع داعش الإرهابي الخطير.

في هذه المرحلة فإن السيد نوي المالكي قوة سياسية لا ينبغي التفريط بها وثقل برلماني يعتد به يمثل طيفا واسعا من العراقيين لا يجب الإستهانة به أو التنكر له، السيد المالكي المشروع ليس شخصا مفردا ولا مجموعة حزبية محدودة هو توجه شعبي واسع له إمتداداته بين مختلف قطاعات وفئات الشعب العراقي ..
نعم نحن نجد السيد المالكي بين طلبة الجامعات ورجال الدين والعشائر والموظفين والكسبة بين الشباب والشيوخ بين الرجال والنساء تلك حقيقة تكاد تكون أكبر حجما من ما افرزته صناديق الإنتخابات الأخيرة التي شابها ما شابها من التزوير وحرف النتائج، فقد كان متوقعا أن تحظى كتلة السيد نوري المالكي بعدد أكبر من المقاعد التي حصدتها في هذه الإنتخابات بعد أن لمس العراقي ثبات السيد المالكي ووقوفه إلى جانبه بقوة في مختلف الظروف، نتذكر جيدا موقف السيد المالكي من قرار رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي غير المنصف والذي ألحق ضررا كبيرا بمحدودي الدخل من العراقيين ومواقف كثيرة ثابتة وغير متغيرة تقدر مصلحة العراق والعراقيين.