×

أخر الأخبار

كيف نتخلص من الشخصية الصدامية في داخلنا

  • 16-02-2022, 13:38
  • 987 مشاهدة
  • احمد حميد خلف بكه الربيعي

الشخصية التي اقصدها هي شخصية انتقامية استحواذية انهزامية وأهم أسباب ترسخها وتجذرها في العقل الباطن للفرد  هو الخوف الذي ينشأ عن تسليط  العنف المفرط على الطفل...ومن المعروف أن   عقل الإنسان يبدأ  بالاحتكاك بالمحيط الخارجي والتلقي منه  في السادسة من العمر تقريبا وهذا ما جعل المختصين يختارون هذا العمر لدخول الأطفال إلى المدارس ...وللأسف الشديد نحن فتحنا أعيننا على مدارس  كرهناها من أول لحظة لأن فيها معلمين رحم الله الماضين وحفظ الباقين منهم كانوا يكملون قيافتهم بحمل العصا في ايديهم وكانوا يجلدوننا بها لأتفه الاسباب وأقل الأخطاء ولايقبلون لنا عذرا ولايقيلون لنا عثرة...فكنا بصراحة نخافهم ولانحبهم...وكانت المدرسة بالنسبة لنا سجنا مقيتا...اذكر مرة انني كنت في الصف الثالث ابتدائي وتاخرت عن الدوام الصباحي وعلمت أن عصا معلمي بانتظاري فأردت أن لا أذهب للمدرسة لكن أمي رحمها الله وخوفا منها علي من عقاب  اكبر اصرت على ذهابي وفي باب المدرسة تعلقت بها ورفضت الدخول بشدة ولكن أمي طلبت من أحد اقربائها وهو المرحوم يحيى الباشا  رحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ان يدخلني للمدرسة وتوسلت به ان يوصي المعلم ان لايضربني فحملني الرجل بين يديه وادخلني الى المدرسة وطلب من المعلم رحمه الله برحمته الواسعة أن يسامحني على تاخري عن الدرس الأول بضع دقائق فوعده معلمي خيرا...ولكنه بعدها عاقبني بشدة سامحه الله...وهكذا فمن بين أربعين تلميذا كنا في الصف الأول الابتدائي لم يصل منا إلى الدراسة الجامعية إلا اربعة اشخاص بالرغم من ان اي واحد منا لم يكن بليدا ولا غبيا ...وفي الجيش الذي دخلناه جميعا مرغمين كخدمة الزامية وجيش شعبي ومعسكرات تدريب الطلاب اجبرونا ان نكره الضابط العراقي لأنه كان يتميز بشخصيته المافوقية ويثقف في الكلية العسكرية أن لايختلط بجنوده وان لاياكل معهم ولذلك كان هناك دائما بهو للضباط وبهو للجنود والارزاق طبعا مختلفة والخدمة مختلفة...وكان هناك ايضا مراسل الامر الذي كان خادما لضابطه أكثر منه جنديا في صفوف جيش الوطن...ولهذه الأسباب وغيرها ولتبلور الشخصية الصدامية في داخلنا نشانا لانحب الوطن وامام اي تهديد نهرب ونترك الوطن وحيدا..وانا شخصيا لوكانت ظروفي العائلية تسمح لهربت من أرض الوطن ايام صدام الظالم...حتى ساستنا اليوم الذين يحملون جنسيات اجنبية كانوا ضحية هذه الشخصية الصدامية في داخلهم فهربوا الى دول اخرى وعادوا لنا كفاتحين منتقمين استحواذيين أكثر منهم محررين  فلم يتركوا اخضر ولايابس إلا قظموه... ولذلك نحن جميعنا لم نستطع مواجهة نظام صدام الفرعوني ولن نستطيع مواجهة الفساد اليوم... ولا مواجهة التحديات القادمة الا ببث الثقة بالنفس في مكنون الإنسان لكي ينشأ جيل واع قوي يتمسك بالأرض والوطن وهذه مسؤوليتنا جميعا
احمد حميد خلف بكه الربيعي