×

أخر الأخبار

الطفل "ريان" والضمير العراقي الحي

  • 5-02-2022, 17:50
  • 418 مشاهدة
  • سعاد حسن الجوهري

كالملايين غيري من سكنة هذا الكوكب الترابي تسمرت عيناي بشاشة التلفاز والاخبار العاجلة الواردة من المغرب طيلة الساعات الطويلة التي كان فيها الطفل المسكين "ريان" عالق في جب المصير اترقب بشغف عمليات انقاذه المرهقة التي ارهقت القلوب قبل آليات الحفر. قصة انسانية بامتياز لفت انتباهي خلال لحظاتها الثقيلة حالة التعاطف الكبير من لدن الشعب العراقي كاقرانه من شعوب العالم مع هذا الحدث الانساني الحساس لتثبت للعالم اجمع اكثر من ذي قبل بان الشعب العراقي يعيش بكل وجدانه واحاسيسه معاناة الآخرين ، سواء تعلق الامر بمعاناة طفل او مجموعة او شعب. فكما هو معلوم فانه في زمن العولمة والوسائط الإعلامية والفضاء الإلكتروني تزداد الحاجة إلى الإحساس الإنساني والعاطفة الصادقة حتى يمكن الانتصار على عوائق الحركة وقسوة الحياة. ولايمكن أن يتحقق ذلك إلا عندما يحس الإنسان بمعاناة الآخرين. فالكل يجد أنه في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها المجتمعات في الوقت المعاصر أصبحنا نحتاج إلى تعزيز وتعميم ثقافة قيم وثقافة الشعور بالآخرين وبظروفهم وتلمّس احتياجاتهم سواء عن طريق العمل الفردي أو العمل الاجتماعي التطوعي او حتى الدعاء لرفع الغمة عنهم وذلك اضعف الايمان ايمانا من منطلق ان المجتمع العراقي مجتمع خير بطبيعته وعاطفي بسجيته وفطرته. لكن في الجانب الآخر من صفحة التعاطف مع طفل مغربي حبيس البئر تبرز الحاجة للالتفات الى احصائيات مخيفة اوردتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" (unicef) عن العراق تتعلق باطفالنا الذين اصبحوا حبيسي بئر التعنيف وبئر العمالة وبئر الحرمان وبئر هواجس يطول الحديث عنها. فالمنظمة كشفت في وقت سابق عن ان نحو 90% من الأطفال العراقيين لا تتاح لهم فرصة الحصول على تعليم مبكر. ورغم زيادة معدل التحاق الأطفال بالتعليم الابتدائي عند مستوى 92% فإن إكمال المرحلة الابتدائية بين أطفال الأسر الفقيرة لا يتجاوز 54%. وتشير نتائج المسح حول سوء التغذية - التي أطلعتنا عليه اليونيسف - إلى أن 2.9% من الأطفال دون الخامسة من العمر في العراق يعانون من نقص الوزن و2.5% منهم يعانون من الهزال و9.9% منهم يعانون من التقزم. وتذكر الاحصائية أن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على الأطفال حيث فقد كثير من الآباء أعمالهم كما لم يعد باستطاعة الأطفال الذهاب إلى المدارس بسبب إغلاقها حيث إنه ليس كل الأطفال يستطيعون التعلم عن طريق الإنترنت وهذا يجعل أطفال العراق في وضع أكثر صعوبة. وحذرت من أن أطفال العراق يواجهون أعلى زيادة في معدلات الفقر حيث يوجد طفلان فقيران بين كل 5 أطفال بحسب المنظمة الاممية. القضية بالفعل بحاجة الى وقفة جادة وتعاطف يليق بحجم التحدي مع الطفولة برمتها سواء كانت حبيسة البئر او حبيسة الفقر او الامراض المجتمعية او المخاطر الجمة التي تحول ربيع طفولتهم الى جحيم يؤرقهم من جهة ، ويضع مستقبل البلاد على جناح المجازفة من جهة اخرى.