×

أخر الأخبار

وقفةٌ مع حفل توقيع مؤلفات المفكر علي المؤمن

  • 26-12-2021, 21:13
  • 632 مشاهدة
  • د. أمل الأسدي

يقول "غوته": ((يمكنك أن تصنع الجمال حتى من الحجارة التي توضع لك كعثرة في الطريق)). من هذه المقولة أبدأ؛ لأجعلها كاميرا متنقلة تجوب أجواء الحدث.

     بلا إعلانات، وبلا تلميع، وبلا تصنع؛ أثبت قلم الدكتور  المؤمن أنه مفكرٌ مغادرٌ حيز الورق، متفاعلٌ مع الواقع، مؤثرٌ في المشهد الثقافي العراقي، أثبت ذلك ونحن نعيش عصر الخندقة الثقافية، والمناطقية الثقافية؛ فلا توجد مساحة تجمع كل المثقفين والمفكرين في واحةٍ واحدة؛ فهذا إسلامي، وذاك علماني، والآخر علماني متأسلم، وغيره إسلامي متعلمن. هذه الخندقة والمناطقية الجديدة أحدثت فجوة بين المثقف والواقع، وبين المفكر والمثقف، فجوةً تعلو علی فجوة التجييل!!

    إلا أن قلم الدكتور المؤمن قد جمع كل هذه الألوان، وذوّب الجدران الوهمية بينها؛ فاجتمع حوله الجميع، وتقاربت الرؤی والأفكار في لحظةِ تنوير، وفسحةِ جمالٍ؛  فالسياسي والإعلامي والمثقف والنخبوي والمتلقي العام، الشباب والشيب، الفتيات والنساء كلهم كانوا برفقة الكتاب والقلم  مع أطروحات المؤمن، وهذا ما جعل من حفلِ توقيع مؤلفاته في معرض العراق الدولي للكتاب حدثاً مهماً، وبشارةً خضراء، وأملاً واعداً، بأن  المشهد الثقافي العراقي ما زال بخير، ومازال بحاجةٍ إلی أقلامٍ واعيةٍ تزيل الفواصل الضبابية، وتعالج الإشكالات بجرأة وعلمية في آن واحد.

    لقد ركز الحضور علی الإصدار الجديد للمفكر علي المؤمن وهو "علم الاجتماع الديني الشيعي: ثوابت التأسيس ومتغيرات الواقع"؛ لأنه يتخطی حدود الملاحَقة الوجودية التي تعرّض لها الشيعة، ويغلق باب تمييع الهوية الممارَس ضدهم، وقعّد لمصطلح علم الاجتماع الديني الشيعي، وتناول كيانية الشيعة وكتلتهم البشرية وبنيتهم الاجتماعية وما تتصف به، بعيداً عن القضايا العقدية والفقهية، وهو بذلك يأخذ بأيدي هذه الكتلة إلی حيز الواقع الكائن، ومشهد الحضور المستقر، ويزيل عنهم الأدغال الطائفية التي تركض خلفهم لاهثةً؛ فتارةً تمسهم وتقيّد نموهم وحياتهم الطبيعية، وتخمد استحقاقهم البشري والقانوني وبحسب مفهوم المواطنة، وتارة تنجو هذه الكتلة وتفلت من سُمية الأدغال الصفراء!!

    فمباركٌ للعراق هذه المساحات المضيئة، ومباركٌ للمفكر العراقي الدكتور علي المؤمن وهو يصنع نجاحاته حتی من حجر العثرة الملقی في طريقه.