×

أخر الأخبار

السيد حسن شبر: ذاكرة "الدعوة"

  • 13-11-2021, 18:56
  • 387 مشاهدة
  • د. علي المؤمن

بعد ثمانية عقود ونصف متواصلة من الدعوة الى الله والجهاد في سبيله والعمل للإسلام؛ ارتحل الى بارئه يوم أمس، الداعیة المؤسس السيد حسن شبر، عن (93) عاماً.

   وقد كان الفقيد أحد قادة العمل الإسلامي الحركي في العراق، وأحد المؤسسين العشرة لحزب الدعوة الإسلامية، وهو الراحل التاسع من بينهم، وأطولهم عمراً في العمل التنظيمي دون انقطاع، أي منذ الاجتماع التأسيسي للحزب في النجف الأشرف في حزيران ( محرم) 1957 وحتى يوم رحيله، أي أكثر من (64) عاماً متواصلاً في التنظيم، تحمل خلالها أعباء مركزية ثقيلة، بينها مايقرب من (42) عاماً عضواً في اللجان القيادية، كلجنة قيادة العراق في العام 1979، ثم القيادة العامة والقيادة الإقليمية بعد العام 1980 وحتى رحيله.

   اقترن اسم السيد حسن شبر برفيق دربه الداعية المؤسس الشهيد عبد الصاحب دخيل، إذ عملا معاً منذ سنوات صباهما خلال تتلمذهما في مدرسة منتدى النشر، مروراُ  بإدارة اللجان الثقافية وتأسيس الحزب الجعفري، وحتى تأسيس حزب الدعوة الإسلامية، ثم اعتقالهما معاً في العام 1971.

   كما كان الراحل مقرباً من الفقيه المؤسس السيد الشهيد محمد باقر الصدر ومعتمده ووكيله القانوني، وبقي أحد أهم قنوات الارتباط بين "الدعوة" والصدر حتى العام 1979. وفي الوقت نفسه ظل اسم السيد حسن شبر يقرن بأسماء قادة الوعي الإسلامي الحركي في العراق في القرن العشرين، فضلاً عن  ارتباطه بالجيل الذي سبقهم، أي جيل الشيخ محمد رضا المظفر.

   ولعل السيد شبر من القلائل، في تلك الفترة، الذين جمعوا بين الدراسة الحوزوية والجامعية؛ إذ درس على كبار أساتذة الحوزة العلمية النجفية، كما تخرج من كلية الحقوق في جامعة بغداد، الأمر الذي أهلّه ليكون نموذجاً للداعية الإسلامي المثقف المتفقه.

   وظلت سنوات اعتقال السيد حسن شبر بعد العام 1971، وما تعرض له من تعذيب فريد، مضرب المثل على وحشية النظام البعثي، ولم يكن يقل فضاعة عن التعذيب الذي تعرض له الشهيد عبد الصاحب دخيل والسيد دادود العطار ومحمد صالح الظالمي وقبلهم الشيخ محمد علي التسخيري. وقد دون الراحل مذكرات هذه المرحلة في كتاب "سنوات من بعث العراق".

   وبعد أقل من عشر سنوات امتدت يد النظام البعثي الى ولده الكبير رياض، فأعدمته، كما أعدمت والد زوجته وخاله السيد قاسم شبر ( بعمر 92 عاماً) وابن عمه الخطيب السيد جواد شبر وعدداً آخر من أفراد أسرته.

   ترك السيد حسن شبر تراثاً مطبوعاً ومخطوطاً مهماً، يؤرخ للعمل الحزبي في العراق عموماً وحزب الدعوة الإسلامية خصوصاً، وهو ما يجعله ((ذاكرة الدعوة)) الأهم.

          علي المؤمن
                          7 / 11/2021