×

أخر الأخبار

اللاجئون بالشرق الاوربي.. وجع عراقي آخر

  • 20-11-2021, 08:22
  • 439 مشاهدة
  • بقلم سعاد حسن الجوهري

على بعض القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي تابعت مليّا وجوه العائدين الى ارض الوطن عبر رحلة امتدت من بيلاروسيا الى بغداد لكني لم اجد - وللاسف الشديد - تلك اللهفة المعهودة لدى كل من يعود الى دياره بعد سفر طويل. وجوه شاحبه وحقائب تحمل بضاعة ابي ذر الغفاري في منفاه بالربذة وهموم تنوء عن حملها الجبال.
ازمة انسانية تحولت الى قضية راي عام. اللاجئون العالقون على الحدود البيلاروسية البولندية. مكابدات قساوة البرد وهاجس المصير المجهول. الصحافة العالمية تسلط الاضواء على حقيقة ما يجري. فمنذ ظهور الازمة ناقشت وسائل اعلام عربية وعالمية حيثاتها وتطرقت الى الأسباب التي دفعت مواطني عدة دول عربية أبرزها العراق إلى الهجرة واللجوء إلى بيلاروسيا أملا في العبور إلى داخل الاتحاد الأوروبي. ويدعو آخرون السلطات في العراق إلى اتخاذ خطوات للحد من ظاهرة الهجرة وإنقاذ العالقين من مواطنيه هناك. بينما يرى البعض أن أزمة اللاجئين تستخدم كورقة ضغط فيما بين الدول الأوروبية فيما لايزال هؤلاء المساكين عالقين على الحدود في تلك المجاهل المرعبة. القضية تكبر وتكبر وتتحول الى ازمة فعلية. الاتحاد الأوروبي يعتزم مضاعفة عقوباته ضد مينسك بسبب أزمة المهاجرين. بيلاروسيا تهدد بقطع إمدادات الغاز عن الاتحاد الأوروبي على خلفية أزمة المهاجرين. الى جانب ازمة العراقيين هنالك مهاجرون غير شرعيين على شواطئ إيطاليا بعد أن أنقذتهم البحرية الإيطالية من الغرق. كل هذه المانشيتات تطرح في الاعلام. لكن لا احد يتسائل: لماذا يصر الشباب العربي وايضا العراقي على الهجرة رغم قسوة ومخاطر الرحلة؟ فالحقيقة الكامنة الظاهرة هي أسباب حياتية متعلقة بالعيش الكريم والمسـتقبل وتوفير الحاجيات المعيشية من مسكن وملبس ومأكل بالدرجة الأولى وكذلك أسباب سياسية واجتماعية مثل غياب الرؤية المستقبلية وغياب الاستراتيجيات والخطط الكفيلة بتأمين ولو الحد الأدنى من المعيشة وغياب عنصري العدالة والمساواة. هذه وغيرها هي الاسباب التي دفعت المغامرون بارواحهم الى ركوب الاخطار والمجازفة بالروح والاهل والاطفال وحتى الحاضر والمستقبل.
من هنا بامكاننا القول: "حسنا فعلت الحكومة العراقية حينما سارعت الى التواصل مع الحكومتين البولندية والبيلاروسية لايجاد حلول آنية للعراقيين العالقين هناك والعمل على اعادتهم بنحو طوعي الى ارض الوطن وتسيير رحلات جوية لجلبهم واعادتهم للديار لكن المطلوب بعد هذه الخطوة الانسانية الكبيرة ان تعمل على طمئنة من عادوا ومن بقوا هناك بانتظار حسم موقفهم وحل قضاياهم وتلبية احتياجاتهم والعمل على رفع الحيف عنهم سيما بعد المكابدات الكبيرة التي لاقوها خلال رحلة المخاطر التي انهكتهم نفسيا وجسديا وحولت قضيتهم الى قضية رأي عام انسانية كبرى".