للأسبوع الخامس على التوالي، تتواصل أزمة الاختناقات المرورية في العاصمة العراقية بغداد، مسجّلة بذلك واحدة من أطول أزمات السير بالعاصمة منذ سنوات، وذلك بعد الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتخذتها قوات الأمن ووحدات الجيش في مناطق وأحياء العاصمة، عشية إجراءات الانتخابات المبكرة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما أعقبته من احتجاجات لأنصار القوى الخاسرة عقب إعلان النتائج، مروراً بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ورغم أنّ الانتشار الأمني يتركّز وسط العاصمة، وضمن محيط المنطقة الخضراء، إلاّ أنّ أزمة المرور امتدّت إلى مناطق كثيرة في العاصمة وتحديداً الجادرية والكرادة وحيفا والصالحية وفلسطين والمنصور والحارثية والكاظمية والاعظمية، فضلاً عن الطرق الحولية المحيطة بالعاصمة والمناطق التجارية المهمة، مثل سوقي الشورجة والكفاح بجانب الرصافة من بغداد.
ويواجه الطلاب تحديداً، صعوبة بالغة في الوصول إلى الجامعات والمدارس والمعاهد صباحاً، ما يضطرهم للخروج بساعات مبكّرة من الصباح، وهو ما ينطبق أيضاً على الموظّفين بالدوائر الحكومية الذين يتطلّب منهم عملهم، تسجيل حضور مبكّر عبر بصمة الإبهام المعمول بها في العراق.
ولم تجرِ السلطات العراقية أي عمليات تأهيل أو توسعة لشوارع العاصمة بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، إذ ما زالت على التصاميم القديمة عندما كان مجموع السيارات في بغداد لا يتجاوز 400 ألف سيارة، بينما اليوم يقترب العدد من مليونين ونصف مليون سيارة.
وبسبب الاختناقات المرورية بات الكثير من العراقيين يتخلّون عن سياراتهم ويمشون مسافات طويلة، تصل لعدة كيلومترات لبلوغ مقصدهم، بينما يفضّل آخرون استقلال سيارات الأجرة، إذ يمكن النزول منها وإكمال الطريق مشياً على الأقدام.
وانتعش النقل النهري بين جانبي بغداد الكرخ والرصافة عبر نهر دجلة، إذ وجد أصحاب القوارب فرصة في عمليات النقل عبر قوارب صغيرة توفّر على الشخص نحو ساعة كاملة لعبور جسور بغداد التي تربط جانبي العاصمة العراقية.
وتُصدر إدارة المرور في بغداد مواقف يومية حيال حركة السيارات وأماكن الاختناقات المرورية، لكن المواطنين يصفونها بغير الواقعية، إذ إنّ الكثير من الطرق مغلقة ويجب على المواطنين الإنتظار في بعضها عدّة ساعات، من أجل الوصول إلى منازلهم أو أماكن عملهم.