يتطلع العراق إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة المنتجة مع نهاية هذا العقد، وذلك لمعالجة مشكلات الإمداد وتحقيق الأهداف المناخية. ويتميز البلد الذي انضم هذا العام إلى اتفاقية باريس للمناخ، بأن لديه بعض من أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في المنطقة، ووفق تصريح لمستشار حكومي فأن العراق دخل عصر الطاقة المتجددة.
وقال مستشار رئيس الــوزراء للشؤون الاقتصادية مظهر محمد صالح ان “الـعـراق يواجه صعوبة في سد احتياجاته مـن الطاقة المتولدة مـن الـوقـود التقليدي، بينما دخــل الـعـالـم مـجـالات الـطـاقـة الـنـظـيـفـة، أي اصـبـحـت هناك صعوبة في توفير الطاقة من الوقود التقليدي بسبب التراكم التاريخي وزيادة الطلب”.
واضاف ان “العراق عمليا من بين عشر دول في العالم، هو الاكثر موردا بالشمس وبالتالي فانه قادر على انتاج الطاقة منها”، معتبرا ان “سياسة الحكومة بشأن حل مشكلة الطاقة ومواكبة العالم بهذا المجال مميزة، اذ لديها خطط في توفير الطاقة والاستثمار”.
ولفت مستشار رئيس الوزراء الى ان “العراق دخل باستيراد الكهرباء والربط مع دول الجوار لمساعدة الشبكة الوطنية، كما دخل في عصر الطاقة المتجددة أي بدائل للكهرباء وانتاجها من مصادر اخرى غير النفط والغاز”.
واكـد “ضــرورة انـهـاء المـولـدات كونها تلوث البيئة”، مشيرا الى أن “الحكومة تعمل على توفير الكهرباء وتحسين واقع التجهيز من خـلال ثلاثة مـصـادر، هي استثمار الكهرباء، واستيرادها من دول الجوار، وتوليدها من الطاقة المتجددة”.
ويوحي الحديث إلى احتمالية توقف العراق تمامًا عن بناء محطات جديدة قد تعمل على الوقود الاحفوري، في الوقت الذي تتحدث وزارة الكهرباء عن خطط لزيادة الانتاج خلال السنوات المقبلة عبر خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.
ووفق خطة خمسية تنوي وزارة الكهرباء اضافة 12 الف ميغا واط من الطاقة خلال 5 سنوات، فيما تحدثت عن خطة بعيدة لاضافة 50 الف ميغا واط، وهو مايعني مضاعفة الانتاج الكهرباء الحالي لمرتين، من 20 الف ميغا واط إلى 70 الف ميغا واط، اي ارتفاع بنسبة 72%.
وقال الناطق الرسمي للوزارة، أحمد موسى العبادي، إن “الوزارة تعمل على إضافة ما بين 5 إلى 6 آلاف ميغاواط في السنة المقبلة على المدى القريب بحسب الخطة، وإنشاء خطوط نقل طاقة رئيسة والعمل على تدعيم شبكات التوزيع التي تواكب الطلب على الطاقة”، مبيناً أنَّ “الوزارة أعدت خطة خمسية بمديات متوسطة لإضافة 12 ألف ميغاواط والمدى البعيد تصل إلى قرابة 50 ألف ميغاواط”.
وأضاف أنَّ “الوزارة ماضية بمشاريع الطاقة النظيفة والربط الكهربائي والمضي بإعداد دراسة متكاملة عن الجباية الإلكترونية”، مشيراً إلى أنَّ “الوزارة ماضية بقرارات حكومية بشأن الطاقة النظيفة لتوفير طاقة كهربائية بحجم 7.5 آلاف ميغاواط”.
ووفق الخطة الخمسية التي من المؤمل ان تضيف 12 الف ميغا واط، سيكون 7.5 الاف ميغا واط منها طاقة نظيفة، مايعني ان قرابة 63% من الطاقة التي سيتم اضافتها خلال 5 سنوات، ستكون طاقة نظيفة عبر استخدام الطاقة الشمسية وهو ماستوفره التعاقدات مع شركة توتال الفرنسية وشركة مصدر الاماراتية، وكذلك العقد الاخير مع شركة اسكاتك النرويجية، بالاضافة الى العقد مع شركة باور شاينا.
وفضلا عن الطاقة المتجددة، يبدو أن العراق سيعتمد على ستراتيجية جديدة اخرى لرفع انتاج الطاقة دون بناء محطات جديدة وصرف وقود احفورية وزيادة الانبعاثات، حيث تتمثل هذه الستراتيجية باعتماد “الدورة المركبة” اي بتطوير المحطات الحالية وجعلها تضاعف الطاقة التي تنتجها عبر تحويرها الى الدورة المركبة.