×

أخر الأخبار

العالم مابعد الخميني ليس كما قبله

  • 28-10-2021, 13:20
  • 392 مشاهدة
  • ماجد الشويلي

تقوم العقيدة السياسية لاسرائيل على اساس أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى اليهود على البشر واجتباهم عليهم، وفضلهم بنحو أَوكَلَ لهم فيه تدبير شؤون العالم وسيطرتهم عليه الى حد الاستعباد.
مع عجز الله عن تغيير موقفه منهم او سحب تفويضه لهم _وحاشاه_
فهم يعتقدون أن علاقة الله سبحانه بماخلقه من موجودات وابتدعه من خلائق اشبه ماتكون بعلاقة المهندس الذي صنع (السيارة )واهداها لعزيز عليه وباتت تعمل بمعزل عنه وانقطعت صلته بها.
وقد اشار القرآن المجيد لذلك بقوله جل وعلا

((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مغلولة))64المائدة

ورغم ان اشارات الاصطفاء لهم من قبل الله سبحانه وردت في مواطن عدة من القرآن الكريم ،الا ان ذلك الاصطفاء كان محددا بزمن معين ؛
نعم كان يمكن لهم الاسترسال فيه لو لم يكن مرهوناً بايفائهم بعهودهم التي قطعوها على انفسهم ثم تنصلوا عنها وخانوها مع الله جلت قدرته

((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ))البقرة (40
وبذلك وبحسب زعمهم وعقيدتهم أن الله لايجد من بد الا ان يكون مؤيدا لافعالهم ومناصرا لها رغم مافيها طغيان وتجبر وكفر والحاد

ومع بواكير تاسيس الولايات المتحدة الاميركية 1776 فان قادتها كانوا يطلقون عليها ارض الميعاد {واسرائيل الكبرى } وان الله قد اختارهم لانقاذ البشرية وما الى ذلك من عقائد ترتبط ارتباطا وثيقا بالرؤية التلمودية للعالم.
واستمر الحال حتى تربعت امريكا على عرش الهيمنة والسيطرة العسكرية والاقتصادية على العالم دونما منازع . تحمي في كنفها دويلة اسرائيل الدينية اليهودية بشكل واضح ورسمي واصفة اياها بانها هبة الله لليهود {شعب الله المختار}.
ومامن رئيس اميركي او سياسي بارز الا وعليه تقديم فروض الطاعة لهذه الدولة الدينية المحاطة بطقوس عبادية سياسية عبر عنها اكثر الساسة الاميركان وكان آخرهم بومبيو حين قال
((إن لاسرائيل سلاح سري هو انها الدولة الوحيدة التي تقف مع الله))
بهذه الرؤية الدينية والسياسية وحتى الثقافية ومع الامكانيات الهائلة التي تمتلكهااميركا واسرائيل كانت الولايات المتحدة تسوم العالم دون ان يكون هناك على المستوى العالمي من ينبري لتقويض هذه الايدلوجية وينتصر لله سبحانه من هذه الفرية اليهودية الكبرى التي اضحت مسوغا سياسيا براغماتيا لاستعباد الشعوب ونهب مقدراتها بشكل فج وفاقع للغاية ،حتى ظهر الامام الخميني (رض)  شيخاً وحيداً فريدا اعزل لايملك الا سلاح الاتكال على الله وياتي الرد على اليهود على يديه عملياً ان
"يد الله مبسوطة ينفق كيف يشاء"

((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ )) (64 المائدة
 وتنجح الثورة الاسلامية على يدية رغما عن انوف الاميركان والصهاينة ، وتؤسس الدولة الاسلامية ويقوم نظامها على الاسلام  وتتعرض لشتى انواع المؤامرات  واخطرها على الاطلاق ، وروح الله الخميني العظيم  يردد في كل مناسبة وعقب كل كرامة كالتي جرت في واقعة صحراء طبس حين دمرت  رمال الصحراء الطائرات الاميركية التي كانت معدة لتحرير الرهائن  وتركتها قطعا متناثرة
((أن لله جنود من رمال))
 وحين حررت خرمشهر
قال ((إن الله هو الذي حرر خرمشهر))

وتفيض بركات نهضة هذا الرجل وتغمر منطقتنا والعالم باسره ويولد حزب الله في لبنان من رحم ثورته الاسلامية العظيمة، وتنطلق فصائل المقاومة في فلسطين .
وتبرز فصائل المقاومة في العراق وتتقوقع (اسرائيل )خلف جدرانها الكونكريتية وتتقهقر اميركا ويتراجع جبروتها في العالم امام قدرة الله التي تجلت في منهجية روح الله الموسوي الخميني العظيم .
ليطل فجر جديد على العالم من الحرية والايمان  . ويبشر بان هيمنة اميركا ليست مصيرنا المحتوم وان اسرائيل ليست قدرنا ، وان القوة التي استند لها ذلك العالم الرباني العجوز لازالت موجودة  فينا غضة طرية وثابة وهي الاقوى والابقى وتتاكد تماما كل يوم وباستمرار بعزيمة الخلف الصالح للامام الخميني السيد القائد الخامنئي والشعب الايراني المجيد
وكل من انتهج نهجهم وسار بخطاهم حتى تشرق شمس بقية الله الاعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف على العالم باسره

((وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) 8 الصف