حرص آل سعود على التشيع العربي !!
نشر أحد أمراء آل سعود مقالاً في جريدة الجزيرة (السعودية)، الصادرة يوم أمس الأول، كرر فيه مقولات التشيع العربي والتشيع الفارسي والتشيع الصفوي والتشيع العلوي، وشنّع على رموز التشيع وفقهائه منذ المفيد وحتى الآن، واتهمهم بكل أنواع التهم التي اعتاد الخطاب الوهابي تصديع رؤوسنا بها صباح مساء، وفي مقدمها كفر الشيعة وانحرافهم وضلالهم.
وكان هذا الأمير السعودي، في مقاله، يذرف الدموع على التشيع العربي، ويستنجد بالمؤسسة الدينية الوهابية لتخليصه من براثن التشيع الفارسي. والواضح؛ إنه لايستهدف بهجومه، سلوك الدولة الصفوية أو الفرس؛ بل يستهدف الواقع الشيعي الحالي وعناصر نهوضه، فضلاً عن أن المقال يدخل في إطار مخطط آل سعود لتمزيق الشيعة من الداخل، لا سيما أن الأمير الكاتب، ضابط كبير في المخابرات السعودية برتبة لواء.
ولم يحصر صاحب المقال التشيع الفارسي بسلوك الدولة الصفوية؛ بل عدّه نتاجاً للمحدثين والفقهاء الشيعة الأوائل، وهو الخطاب الوهابي السعودي البائس نفسه.
ولست متفاجئاً ولا متألماً من استمرار الخطاب الوهابي السعودي في محاربة مدرسة أهل البيت وأتباعها، ولكن؛ مايحزنني ويؤلمني أن يعترض بعض أبناء المدرسة على بعض مقالاتي التي أعري فيها الخطاب الوهابي السعودي، وأدفع سهامه التي يستهدف بها عقيدة آل البيت وحياة الشيعة ووحدتهم، كما يستهدف تعايش المسلمين وأمنهم، ولا سيما في وطني العراق.
والمفارقة أن تكون مقالاتي التوضيحية الدفاعية هذه؛ مدعاة لأن يتهمني بعض المغفلين والمدفوعين بأن خطابي طائفي صادم، وهذا يعني أن الذي يدافع عن نفسه ومجتمعه ووطنه وعقيدته، بوضوح وخطاب علمي جريء، ويطرح الحلول الواقعية لتعايش المسلمين وأبناء الوطن الواحد؛ يٌتهم بالطائفية. أما الذي يجامل على حساب الحق والحل، ويطلق الشعارات الطوباوية وغير الواقعية، ويقبل لنفسه أن يكون سطحياً، من أجل أن يُرضي الجميع؛ فإنه يوصف بالتسامح والوطنية.