وبينما كانت قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، تتحين الفرصة لانشغال قوات الجيش واللجان الشعبية، بالقوافل العيدية التي وصلتها من العاصمة صنعاء، في الجبهات الغربية والجنوبية وصولاً إلى مديرية رغوان، فاجأتها قوات الجيش واللجان الشعبية باقتحام مديرية نعمان وناصع في محافظة البيضاء، وتأمين كل المناطق المحاذية لمنطقة العبدية، التي استقبلت تعزيزات عسكرية من محور بيحان لفتح جبهة جديدة، وذلك بعد فشل قوات هادي والمسلحين القبليين الموالين لتحالف العدوان من تحقيق أهداف التحالف، التي رسمتها الرياض.
إذ كانت قوات الجيش واللجان الشعبية ترصد تحركات قوات هادي على محور بيحان، ونقلت المعركة من وسط البيضاء إليه، وصولاً إلى مشارف عقبة القنذع في شبوة.
مصادر قبلية في محافظة البيضاء أكدت في حديث إلى «الأخبار» أن قوات الجيش واللجان الشعبية حققت صبيحة يوم العيد، انتصارات كبيرة، واستطاعت إعادة المعركة إلى المنطقة الصفر قبل ثلاثة سنوات على حدود البيضاء وشبوة. وأضافت أنها «أمنت كافة المناطق التي راهن عليها العدو لإحداث خروقات عسكرية».
وأكدت المصادر أن قوات الجيش واللجان الشعبية حققت تقدماً نوعياً سريعاً في مديرية ناطع في البيضاء، كما استكملت السيطرة على مديرية نعمان، لتتمكن من قطع طرق الإمدادات العسكرية القادمة لمليشيات حزب الإصلاح عن طريق شبوة.
وقدرت مصادر ميدانية عدد القتلى، الذين سقطوا من صفوف «قوات هادي» في العملية بأكثر من 50، إلى جانب أسر أكثر من 100 من تلك القوات. وهو ما دفع الأخيرة إلى اتهام جهات عسكرية، في أوساطها بالخيانة والتسبب بسقوط تلك الجبهات الاستراتيجية.
وقالت مصادرُ عسكرية في صنعاء، إن تقدُّمَ قوات الجيش واللجان الشعبية أشعل خلافاتٍ كبيرةً بين قيادات قوات هادي، وفجّرَ النزاعَ بينهم وسط تبادل بالاتّهامات، ووجّهت قياداتٌ عسكرية موالية لهادي، اتّهامات لقائد «اللواء 19 مشاة» العميد علي صالح الكليبي، بأنه أصدر توجيهاته قبل يوم واحد من هجوم أنصار الله، بسحب المعدات الثقيلة. كما أوعز لجنود في المواقع بالانسحاب في حال تعرضهم لهجوم، وترك في كُلّ موقع من ثلاثة إلى أربعة جنود فقط.
واعتبر من اتهمه، وبعضهم يتبعون قائد محور بيحان، اللواء مفرح بحيبح، أن ذلك «جعلَ الحوثيين يسيطرون على تلك المساحات الواسعة في الجريبات»، مؤكدبن أنه «نسّق مع الحوثيين، وتواصل معهم عبر الشيخ أحمد بن الحسن الأمير»، أحد كبار مشائخ مأرب الموالين لصنعاء.
من جانبه كشف نائب وزير الخارجية في صنعاء، حسين العزي، عن اغتنام قوات الجيش واللجان الشعبية لكميات كبيرة من الأسلحة والمال في معارك الساعات الماضية في البيضاء، وكتب العزي عبر حسابه في «تويتر»: «أرجو من المرتزقة مناشدة التحالف بإرسال المزيد من الأموال والأسلحة سيكون ذلك من دواعي سرورنا، بل وأيضا جميلاً لا ينسى». وقال العزي إن، العملية العسكرية التي نفذت يوم العيد في البيضاء، سيعرضها بالوثائق المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع «عما قريب».
وأضاف أن «الملفت في الموضوع هو طريقة الإخفاء لتلك الكميات وبذلك الحجم المهول، فهل هي مثلا مسروقات قديمة، أم هي كميات رتبت حديثا تمهيدا للتصرف فيها». ودعا العزي قيادات القوات الموالية لـ«التحالف» إلى التفاوض مع صنعاء إن أرادت ستر فضيحتها في البيضاء.
وتزامن هذا التقدم، مع تقدم مماثل لقوات الجيش واللجان الشعبية، يوم العيد، في عدد من مناطق مديرية رحبة جنوب مآرب، حيث تمكنت من السيطرة على جبهات حيد آل أحمد ومنطقة بقثة بالكامل بعد عودة قوات هادي إلى بعضها.
كما حاولت قوات هادي إرسال تعزيزات عسكرية، مساء الأربعاء، لاستعادة جزء من الخسائر، لكنها حتى لم تستطع الوصول بسهولة إلى مواقع التماس بسبب هطول الأمطار بغزارة ونزول السيول الجارفة في بيحان.