بينما تستمر جائحة كورونا في حصد أرواح أعداد كبيرة من الاشخاص في مختلف دول العالم، وخاصة الدول الفقيرة؛ أدت عملية التوزيع غير العادل للقاحات المضادة لكورونا في العالم وعدم إمكانية الحصول عليها إلى زيادة المشاكل وصعوبة الوضع في العديد من البلدان.
ويأتي ذلك في وقت تؤكد جميع توصيات منظمة الصحة العالمية على ضرورة تعاون البلدان الغنية ومساعدتها في توفير اللقاحات للدول الفقيرة، إلا أن الدول الغنية لا تزال ترفض القيام بذلك.
وفي أحدث خطوة قاموا بها خلال قمتهم في مقاطعة "كورنوال" الإنجليزية، رفض قادة مجموعة السبع الدعوات للتمويل في مجال توفير اللقاحات المضادة لكورونا للدول الفقيرة من أجل إنهاء النقص الحاد الذي تعاني منه على هذا الصعيد.
وذكرت مسودة البيان شبه النهائي لقمة مجموعة السبع أنها سوف تتبرع فقط بـ"مليار جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا، للدول الفقيرة، خلال العام المقبل".
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن البيان أشار أيضا إلى أن مجموعة السبع سوف تتعاون مع القطاع الخاص ومجموعة العشرين والدول الأخرى لزيادة المساهمات خلال الأشهر المقبلة، بحسب الوكالة.
وقال البيان: "الالتزامات التي تم الاتفاق عليها منذ الاجتماع الأخير في فبراير/ شباط 2021، هنا في خليج كاربيس، تشمل التبرع بمليار جرعة خلال العام المقبل.
وذكر مصدران أن المسودة تم الانتهاء منها بشكل كبير من قبل الدبلوماسيين الذين عملوا في وقت متأخر من الليلة الماضية للموافقة على غالبية النص على الرغم من قولهم إن أجزاء من المسودة يمكن أن تتغير خلال الساعات المقبلة.
وفي هذا السياق، انتقدت منظمات الإغاثة قرارات القوى الاقتصادية لمجموعة السبع لتوزيع مليارات من جرعات اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على الدول الفقيرة، بحلول نهاية عام 2022، كأسلوب لصرف الانتباه عن قضايا أكثر أهمية.
وقالت فيونا أوليندال، من منظمة (الرؤية العالمية الخيرية للأطفال)، "يبدو الأمر أفضل مما هو عليه. تريد مجموعة السبع صرف الانتباه عن حقيقة أنها ضد رفع الحماية لبراءات الاختراع".
واستهدف غويرن كالينسكي، من منظمة "أوكسفام" الدولية المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي مازالت تعارض التخفيف من حماية براءات الاختراع.
وتقول ميركل، إن القيام بذلك لن يكون مفيداً، حيث أن براءات الاختراع لن تبطئ الإنتاج العالمي للقاحات.
وأضاف كالينسكي، أنه يتعين إنتاج اللقاحات في جميع المناطق في العالم لمعالجة الأسباب الهيكلية للتوزيع غير العادل. وللقيام بذلك، يتعين رفع الحماية عن براءات الاختراع.
وأضاف، أن "الأشخاص في الدول الفقيرة، يجب ألا يعتمدوا على حسن نية السياسيين وشركات الأدوية التي تحركها الأرباح".
وتابع أنه على الرغم من أن تطوير اللقاحات المنقذة للحياة، مدعوم بأموال دافعي الضرائب، فإن المستشارة تتعامل مع اللقاحات كملكية خاصة لعدد قليل من الشركات.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، أن هناك حاجة لـ11 مليار جرعة من اللقاحات لمواجهة الجائحة، وهو أعلى بكثير عن 2.3 مليار جرعة، أعلنت ميركل أن مجموعة السبع تخطط لتوزيعها.
واليوم الأحد هو اليوم الأخير لقمة مجموعة السبع في مقاطعة "كورنوال" الإنجليزية.