أكد رئيس الجمهورية، برهم صالح، اليوم الأحد (25 نيسان 2021)، أن فاجعة مستشفى ابن الخطيب جاءت نتيجة تراكم دمار مؤسسات الدولة بسبب الفساد وسوء الإدارة.
وذكر صالح في تغريدة على تويتر، أن "فاجعة مستشفى ابن الخطيب هي جرح كل الوطن، ونتيجة تراكم دمار مؤسسات الدولة جراء الفساد وسوء الإدارة".
وأضاف، أن "إظهار الألم والمواساة مع ابنائنا ذوي الشهداء والمصابين لا يكفي من دون محاسبة عسيرة للمقصّرين، ومن دون اجراء مراجعة شاملة وجادة لأداء المؤسسات لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث".
وفي وقت سابق من اليوم، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنه، أن حريق مستشفى أبن الخطيب أسفر عن 82 شهيدا وأكثر من 100 جريح.
وقال المحنه في حديث للقناة الرسمية، إن "حريق مستشفى أبن الخطيب، أسفر عن 82 شهيدا و110 جريح بين صفوف المرضى الراقدين بالمستشفى والموظفين"، مضيفاً أن "هناك حالات حرجة بين جرحى الحريق".
وفي وقت متأخر من يوم أمس السبت، اندلع حريق في مستشفى ابن الخطيب، داخل الطابق المخصص للإنعاش الرئوي، لتحاصر النيران المصابين الراقدين في الردهة.
وأكدت مديرية الدفاع المدني، تسجيل خسائر وإصابات بشرية نتيجة الحريق في المستشفى، فيما اشارت وزارة الصحة والبيئة إلى إنقاذ أكثر من 200 مواطن من المرضى الراقدين في المستشفى.
الوزارة أكدت في بيانها، أنها "ستعلن في وقت لاحق الموقف الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى"، مشيرة إلى أن "رئيس الوزراء قرر سحب يد كل من مدير عام دائرة صحة بغداد الرصافة ومدير مستشفى ابن الخطيب والمعاون الاداري والفني للمستشفى ومدير قسم الهندسة والصيانة واجراء تحقيق عاجل لإعلان نتائجه أمام الجمهور".
وعقب حادث الحريق، عقد رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، اجتماعا طارئا مع عدد من الوزراء والقيادات الامنية والمسؤولين في مقر قيادة عمليات بغداد على خلفية الحادث المأساوي في مستشفى ابن الخطيب.
وقال الكاظمي خلال الاجتماع، وفقا لبيان اصدره مكتبه الاعلامي، إن "الحادث الاليم الذي وقع الليلة في مستشفى ابن الخطيب حدث مؤلم ولهذا كان يجب ان نجتمع في الليلة نفسها وبهذه الساعة المتأخرة لنتحدث معكم ومع شعبنا بوضوح".
وأضاف: "الرحمة للارواح التي زهقت نتيجة هذا الحادث الاليم، وجهنا باعتبارهم شهداء، كما وجهنا برعاية الجرحى على كل المستويات داخل وخارج العراق، واقولها بصراحة الحادث هو مس بالامن القومي العراقي، وهو نكسة بكل ما للكلمة من معنى ويجب ان لانترك مثل هذه الاحداث تمر مرور الكرام".
وتابع: "مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير لهذا وجهت بفتح تحقيق فوري والتحفظ على مدير المستشفى ومدير الامن والصيانة وكل المعنيين الى حين التوصل الى المقصرين ومحاسبتهم".
وأشار إلى أن "الإهمال بمثل هذه الامور ليس مجرد خطأ، بل جريمة يجب ان يتحمل مسؤوليتها جميع المقصرين، ويجب ان يتم تدقيق الاجراءات الامنية والوقائية لكل المستشفيات في العراق، وتشكيل فريق فني من كل الوزارات المعنية لضمان تدقيق اجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والاماكن العامة خلال اسبوع واحد وفي كل انحاء العراق".
واكد ان "اي تهاون سنحاسبه بقوة.. اليوم نتيجة التهاون سقط شهداء ابرياء، غدا اذا تقاعسنا سيسقط اخرون.. يجب ان لا يقول لي احد تماس كهربائي.. هذا امر معيب، افحصوا كل سلك في كل دائرة عامة او مستشفى، واي دائرة تتحجج بالتماس الكهربائي ساحاسب الجميع فيها".
وتساءل الكاظمي، "اين جيش الموظفين للصيانة؟ اين الفنيين ؟ اين الجهات الرقابية؟ اين امن المستشفيات والوزارات والاماكن العامة، لديكم توجيه واضح .. كل مدير عليه ان ينزل بنفسه ويدقق اجراءات السلامة وعلى وزارة الداخلية تهيئة فرقها المختصة لهذا الغرض، ولن اسمح ان يظهر مسؤول بالدفاع المدني يقول ارسلنا كتبا رسمية، اذهبوا بانفسكم ودققوا وافحصوا اجراءات السلامة والوقاية".
وأكمل قائلاً: "اطلب نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصر مهما كان"، موجها بـ"اعلان الحداد على ارواح شهداء الحادث الأليم".
ووجه الكاظمي بعقد جلسة استثنائية اليوم، حول حادث حريق مستشفى ابن الخطيب، ليدعو بعدها مجلس النواب أعضاء البرلمان إلى عقد جلسة طارئة يوم غد الاثنين، لمناقشة ما حدث.