الصفحة الرئيسية / السبورة الدامية مستمرة في الذاكرة… واحدة من أبشع جرائم المقبور (إعدادية الكاظمية 1983) (خلّينا نتذكّر حتى ما تتكرر)

السبورة الدامية مستمرة في الذاكرة… واحدة من أبشع جرائم المقبور (إعدادية الكاظمية 1983) (خلّينا نتذكّر حتى ما تتكرر)


أعداد . ايناس الوندي 

نشرت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة هذا الأسبوع وثائق جديدة تواصل كشف صفحات مظلمة من تاريخ العراق الحديث، لتعيد إلى الأذهان واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق مدنيين عُزّل في الثمانينيات، وتحديدًا في إعدادية الكاظمية (1983)، حيث تحوّلت كلمة مكتوبة بالطباشير على سبورة الصف إلى مأساة جماعية تلخص وحشية السلطة في ذلك الزمن.
في عام 1983، وفي ذروة الحقبة القمعية التي عاشها العراقيون، استيقظت مدرسة في بغداد على حادثة تختصر طبيعة النظام القائم آنذاك:
كلمة واحدة أصبحت تهمة… والرأي أصبح جريمة مكتملة.


الشرارة
:
في صباح يوم دراسي عادي، ظهرت على سبورة أحد الصفوف عبارة:
«يسقط صدام»
لم يُعرف من كتبها، ولم يبحث النظام عن الفاعل أساسًا؛ فالهدف لم يكن اكتشاف الحقيقة، بل تكريس الخوف.

 رسالة السلطة:
بدل التحقيق، تحوّل الصف الدراسي بأكمله إلى متهم جماعي.
تم احتجاز الطلاب بطريقة تعسفية، دون تهمة فردية أو إجراءات قضائية، في مشهد يعكس كيف كانت الطاعة المطلقة شرطًا أساسيًا لـ “النجاة”.

 غياب العدالة:
لم تُتح فرصة للدفاع، ولا مساحة للحديث.
صوت القانون غاب، ليستبدل بشعار واحد:
“السكوت أمان… والكلمة ثمنها الحياة”.

 المغزى الأعمق:
لم تكن السبورة مجرد وسيلة تعليم، بل صارت شاهدًا على مرحلة تاريخية كان فيها الخوف منهجًا، والمدرسة ساحة لتأديب المجتمع، والطفولة هدفًا للترهيب.

ختاما : هذه القصة ليست لإحياء الألم، بل لتذكير الأجيال بأن التغاضي عن الجرائم يصنع مسارًا لعودتها.
التاريخ ليس ماضيًا يُطوى، بل درسًا يجب أن يُقرأ بوعي.
(خلّينا نتذكّر… حتى ما تتكرر)



اليوم, 13:00
العودة للخلف