نشرت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، هذا الأسبوع، استذكارًا لعملية إسقاط النظام البعثي الصدامي، وصفتها فيه بأنها لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل لحظة انكشاف لمنظومة حكم اعتمدت على التضليل والدعاية والكذب لسنوات طويلة.
وأشارت الهيئة في منشورها إلى أن النظام السابق، وبينما كانت القوات الأميركية والبريطانية تتقدم باتجاه بغداد، واصل عبر إعلامه الرسمي الترويج لما وصفته بـ«الانتصارات الوهمية» و«المعلومات المضللة»، في وقت كانت فيه العمليات العسكرية تجري على الأرض بصورة مغايرة تمامًا لما يُعرض على شاشات التلفزيون الرسمي.
وتطرّق الاستذكار إلى دور الدعاية الإعلامية للنظام، ولا سيما تصريحات وزير الإعلام الأسبق محمد سعيد الصحاف، التي استمرت بنفي الواقع الميداني حتى دخول القوات إلى قلب العاصمة، معتبرة ذلك نموذجًا لمرحلة حوّل فيها النظام الكذب إلى نهج مؤسسي لإخفاء الخسائر وتضليل الرأي العام.
وأكدت الهيئة أن انهيار النظام كشف هشاشة ما كان يُروَّج له من قوة وقدرة، مشددة على أن بناء الدول لا يقوم على التضليل والعنتريات الإعلامية، بل على الشرعية والشفافية واحترام إرادة الشعوب، ومؤكدة أهمية استذكار تلك المرحلة لمنع تكرار المآسي التي مر بها العراقيون.