يُحتفل في 12 ديسمبر من كل عام بـ اليوم العالمي للتصوير بالأبيض والأسود، وهي مناسبة ثقافية عالمية غير رسمية، لكنها تحظى بحضور واسع في الأوساط الفنية والتصويرية، وتأتي تكريمًا لأحد أقدم أشكال التعبير البصري في تاريخ التصوير الفوتوغرافي.
ولا يقتصر هذا اليوم على كونه احتفالًا تقنيًا بنمط تصويري محدد، بل يمثل مساحة تأمل عالمية في صورة اختارت التخلي عن اللون، لتمنح المشهد عمقًا أكبر قائمًا على الفكرة واللحظة والبعد الإنساني.
فن بصري راسخ
منذ بدايات التصوير الفوتوغرافي في القرن التاسع عشر، شكّل الأبيض والأسود الأساس الذي انطلقت منه الكاميرا في توثيق الواقع. ومع تطور تقنيات التصوير الملوّن، لم يتراجع هذا النمط، بل استمر بوصفه خيارًا فنيًا واعيًا يعتمد على إبراز الضوء والظل والتكوين.
ويرى مختصون في النقد البصري أن التصوير بالأبيض والأسود يجرّد المشهد من الزخرفة اللونية، ويقود المتلقي إلى التركيز على الملامح والتفاصيل والانفعالات الإنسانية.
أبعاد عالمية
ويأتي تخصيص يوم عالمي للتصوير بالأبيض والأسود استجابةً لرغبة مجتمعات التصوير الدولية في إعادة تسليط الضوء على هذا الفن، وتشجيع المصورين على الاهتمام بعناصر التكوين الأساسية، إلى جانب الحفاظ على الذاكرة البصرية الإنسانية التي وثّقت عبر هذا النمط أبرز الأحداث والتحولات التاريخية.
وقد تبنّت منصات تصوير ومؤسسات ثقافية ومتاحف حول العالم هذه المناسبة من خلال تنظيم معارض رقمية ومسابقات وملفات توثيقية تُنشر سنويًا في شهر ديسمبر.
.
الأبيض والأسود كذاكرة إنسانية
من صور الحروب العالمية، مرورًا بتوثيق الثورات والتحولات الاجتماعية، وصولًا إلى بورتريهات الحياة اليومية، ظل الأبيض والأسود لغة بصرية مشتركة عابرة للثقافات.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك صورة “Noire et Blanche” (1926) للمصور الفرنسي Man Ray، التي تُعدّ من الأعمال الأيقونية في تاريخ التصوير الفني.
خانقين نموذجًا محليًا
محليًا، وفي مدن مثل خانقين، يُستخدم التصوير بالأبيض والأسود بوصفه أداة لتوثيق الذاكرة الاجتماعية، من خلال تسجيل ملامح كبار السن، والأسواق القديمة، والبيوت التراثية، في محاولة للحفاظ على هوية المكان وتحولاته عبر الزمن
خلاصة :
خلاصة : يمثل اليوم العالمي للتصوير بالأبيض والأسود تذكيرًا بأهمية الصورة بوصفها وثيقة بصرية لا تُقاس بعدد ألوانها، بل بقدرتها على نقل الحقيقة والبقاء شاهدًا على الزمن
.