الصفحة الرئيسية / بغداد : "الذكرى الـ11 لفاجعة سنجار.. الإيزيديون يحيون جراحهم والمندلاوي يتعهد بإنصافهم"

بغداد : "الذكرى الـ11 لفاجعة سنجار.. الإيزيديون يحيون جراحهم والمندلاوي يتعهد بإنصافهم"

أعداد .ايناس الوندي

 في مشهد يغلب عليه الحزن والوجع الذي لا يندمل، استقبل النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، اليوم الإثنين، عددًا من الناجيات الإيزيديات بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لفاجعة سنجار، في لقاء غلبت عليه مشاعر الألم الممزوجة بالأمل في تحقيق العدالة.
صرخة وجع لا تزال تتردد
سنجار التي نزفت عام 2014 على وقع جرائم "داع ش" التي أرعبت العالم، لا تزال جراحها مفتوحة. الناجيات اللواتي حضرن اللقاء، إلى جانب مديرة المديرية العامة لشؤون الناجيات سراب إلياس، استعرضن حجم المعاناة التي عاشها الإيزيديون، بين ق تل وسبي وتشريد، في حادثة هزّت ضمير الإنسانية، تاركة ندوبًا لا تمحى على وجوه الأمهات والأطفال.
"كل عام، في مثل هذا اليوم، يعود صوت صرخاتنا في الجبال والوديان وكأنه لم يغادر أذني"، تقول إحدى الناجيات بعينين تملؤهما الدموع.
وتضيف أخرى: "نحن لم نفقد فقط بيوتنا وأهلنا، بل فقدنا طفولتنا وراحة قلوبنا. ما زلت أرى وجه أختي الصغيرة كل ليلة في أحلامي".

المندلاوي: مسؤولية دينية وإنسانية
المندلاوي شدد على أن ما تعرض له أبناء المكون الإيزيدي يمثل مأساة كبرى، قائلاً:
"إن هذه الفاجعة تضع على عاتق جميع السلطات والمؤسسات مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية لإنصاف الإيزيديين، وتضميد جراحهم وضمان حقوقهم".
وأضاف أن الإره اب لم يميز بين مكونات الشعب العراقي، بل سعى لتفتيت التنوع الذي يعد مصدر قوة العراق، لكن تلاحم العراقيين ووعيهم كان مفتاح الانتصار على الفكر الظلامي.

لجنة نيابية لمتابعة سنجار
وخلال اللقاء، أعلن المندلاوي توجيهه بتشكيل لجنة نيابية لمتابعة أوضاع سنجار وشؤون الإيزيديين النازحين، مؤكدًا أن مجلس النواب يقف إلى جانبهم ولن ينسى حقوقهم. وأشار إلى أن البرلمان شرّع في دورته السابقة قانون الناجيات الإيزيديات، ويعمل اليوم على إكمال قانون تنظيم حقوق الأقليات الذي وصل إلى مرحلة القراءة الثانية.

أمل بالإنصاف
"نريد أن نعود إلى ديارنا بلا خوف، نريد مدارس لأطفالنا ومستشفيات تعالج جراحنا، لا نريد أن نظل نازحين إلى الأبد"، هكذا اختصرت إحدى الناجيات أملها في كلمات موجعة.

نداء إلى العالم
في ختام اللقاء، وجّهت الناجيات رسالة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية:
"نحن بحاجة لدعمكم، ليس فقط بالمساعدات، بل بالعمل الحقيقي لإعادة إعمار سنجار وتأمين عودتنا. فجرحنا ليس جرحًا محليًا، إنه وصمة على جبين الإنسانية جمعاء."

وبين الحزن والأمل، تبقى ذكرى سنجار جرس إنذار عالمي ضد وحشية الإره اب، وتذكيرًا بأن العدالة والإنصاف هما الطريق الوحيد لالتئام جراح الإيزيديين وعودتهم إلى الحياة من جديد.

4-08-2025, 15:44
العودة للخلف