بسم الله الرحمن الرحيم
إلى دولة السيد نوري كامل المالكي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يتقدم المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين بخالص التهاني والتبريكات إلى دولتكم بمناسبة تعافيكم من الوعكة الصحية الأخيرة، سائلين المولى عزّ وجل أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية، ويمنحكم القوة لمواصلة مسيرتكم الوطنية.
لقد كان حضوركم في المشهد العراقي حاسماً في محطات مفصلية، لاسيما بعد عام 2003، حين كان الوطن بأمسّ الحاجة إلى الثبات والحكمة.
فكنتم أحد أبرز رجالات الدولة الذين تصدّوا للمسؤولية في لحظات دقيقة، وأسهمتم في حفظ وحدة العراق ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي كادت أن تعصف بكيانه.
وقد كان لدولتكم دور بارز في ترسيخ مؤسسات الدولة، وتعزيز سلطة القانون، والتصدي للإرهاب في أشدّ مراحله خطورة.
ولا يمكن الحديث عن مسار العدالة في العراق دون التوقف عند موقفكم الحاسم من جرائم النظام البائد، حيث كان لدولتكم شرف التوقيع على تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية صدام حسين، وهي لحظة تاريخية طال انتظارها من قبل ضحايا الظلم والبطش، وفي مقدمتهم الكورد الفيليون.
إن تلك الخطوة لم تكن مجرد عقوبة قانونية، بل كانت إعلاناً عن نهاية حقبة القهر، وبداية مسار العدالة الانتقالية الذي ظل الكورد الفيليون قبل غيرهم يناضلون لأجله طويلاً.
لقد كنتم من القلائل الذين أدركوا عمق المأساة التي لحقت بهذه الشريحة العراقية الأصيلة، واتخذتم مواقف عملية دعمت مساعيهم في استعادة حقوقهم ومكانتهم في المجتمع والدولة.
وإننا نثمّن عالياً حرصكم على إنصافهم، سواء من خلال الاعتراف الدستوري، أو عبر دعم ملفات الشهداء والمهجرين وكل ما يتعلق بالكورد الفيليين من مظالم.
إننا في المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين، إذ نعبر عن امتناننا لمواقفكم المبدئية، فإننا نؤكد أن استعادة عافيتكم تمثل بشرى لكل من يؤمن بالعراق الواحد، المتنوع، والعادل.
ونتطلع إلى استمرار جهودكم من موقعكم الوطني، في دعم قضايا العدالة والإنصاف لكل شرائح المجتمع العراقي، وفي مقدمتهم الكورد الفيليون الذين لا يزالون يناضلون من أجل استعادة حقوقهم كاملة.
نسأل الله أن يمنّ عليكم بدوام الصحة والتوفيق، وأن يمدّكم بالقوة لمواصلة العطاء في سبيل العراق وشعبه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،
د. طارق المندلاوي
الأمين العام للمؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين
31 تموز 2025