الصفحة الرئيسية / حين غنّى عمر دزه‌يي على مسرح خانقين..."باخچەی باشا" ومسرحية الحنين التي لا تنتهي

حين غنّى عمر دزه‌يي على مسرح خانقين..."باخچەی باشا" ومسرحية الحنين التي لا تنتهي


خانقين .  إيناس الوندي

في مساءٍ من مساءات آذار عام 1970، كانت مدينة خانقين على موعدٍ مع أمسية فنية خالدة، احتضنها مسرح ثانوية خانقين للبنات. جمهور غفير توافد لمشاهدة حفلة مدرسية، لكنها لم تكن حفلة عابرة، بل ليلة فنية جسّدت جمال الأغنية الكوردية الفيلية، واختزلت في دقائق مشاعر وطن وهوية ووله.

عمر دزه‌يي... الصوت الذي لامس الوجدان

وقف على خشبة المسرح الفنان ( عمر دزه‌يي). بصوته العذب وأدائه الصادق، ليُغنّي واحدة من أجمل أغاني التراث الكوردي:
"باخچه‌ی باشا له‌و به‌ر ئاوه‌..."
(حديقة الباشا أمام النهر...)
أغنية حملت بين كلماتها قصة عاشقٍ يغامر بالدخول إلى حديقة السلطان المحروسة طلبًا لوردةٍ حمراء يُهديها لحبيبته.

 "خیلی دۆزمن دۆری داوه‌..."
(كثير من الأعداء أحاطوا بالمكان...)
لكن الحب كان أقوى من الخوف... وكان الغناء أقوى من الصمت.
 مسرحية تمثيلية غنائية… مزيج الفن والهوية
لم يكن عمر دزه‌يي وحده نجم الحفلة، فقد أدّى مجموعة من طلبة الثانوية مسرحية غنائية تمثيلية على أنغام الأغنية نفسها. جسّدوا خلالها مشهد العاشق المتسلل إلى حديقة الباشا، في عرضٍ بسيط لكنه نابض بالإحساس والتمثيل الصادق.
 نساء وفتيات خلف المايكروفون
تُظهر الصورة التاريخية للحفلة مجموعة من الفتيات يرتدين الزي الكوردي التقليدي، يشكلن كورالًا خلفيًا يردد مع الفنان الأغنية، في وقت كان فيه المسرح المدرسي في خانقين منبرًا للتعبير الثقافي والفني واللغوي، رغم كل الظروف.

 عمر دزه‌يي... ناي فيلي لا يشيخ
اليوم، وبعد أكثر من خمسين عامًا على تلك الليلة، لا يزال صوت عمر دزه‌يي حاضرًا في ذاكرة الجيل الفيلي، يُغنّى في المهجر وفي المجالس وفي محافل الحنين.

شهادة من الذاكرة:
 "أنا أتذكر جيدًا هذه الحفلة... كان
عمر دزه‌يي يغنّي، والطلاب يمثّل
على الخشبة، والجمهور يتفاعل وكأنه يشاهد فيلمًا حقيقيًا... لقد
كانت أجمل حفلة شهدتها خانقين
في تلك الحقبة."
(من تعليق أحد شهود العيان)
 وأخيرا...
لم تكن مجرد حفلة...
كانت صرخة فنية في زمن الصمت،
وكان عمر دزه‌يي نغمة في قلب المدينة،
وما زالت "باخچه‌ی باشا" تُقطف حتى اليوم من ذاكرة خانقين، وردة حمراء لا تذبل.
18-07-2025, 20:24
العودة للخلف