الصفحة الرئيسية / مؤسسة الشهداء تحيي ذكرى شهداء الكورد الفيليين وتؤكد التزامها بإنصاف عوائلهم

مؤسسة الشهداء تحيي ذكرى شهداء الكورد الفيليين وتؤكد التزامها بإنصاف عوائلهم


بغداد –تنوع نيوز 

 أحيت مؤسسة الشهداء الذكرى السنوية لشهداء الكورد الفيليين، مستذكرة تضحياتهم ومعاناتهم جراء الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحقهم، مؤكدة التزامها بإنصاف عوائلهم واستعادة حقوقهم.

وجاء في بيان رئيس المؤسسة، الدكتور عبد الإله النائلي:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة آل عمران: 140]

في كل عام، تتجدد الذكرى، ويعود الألم ممزوجًا بالفخر ونحن نستذكر شهداء الكرد الفيليين، الذين كُتب لهم أن يكونوا شموعًا تضيء درب الحرية بدمائهم الزكية، وضحايا لجريمة يندى لها جبين الإنسانية، ارتكبها النظام البعثي البائد بحق الأبرياء، دون جريرة أو ذنب سوى انتمائهم لهويتهم العراقية الأصيلة.

لقد كانت المأساة قاسيةً بكل تفاصيلها، حيث تم اختطاف آلاف الشباب الفيليين، وعُزلوا عن عوائلهم، ولم يُعرف عنهم أثر، فيما جُرّدت عائلاتهم من ممتلكاتهم وسُلبت حقوقهم، في محاولة آثمة لطمس وجودهم وقطع جذورهم من هذا الوطن. إلا أن تلك الجرائم لم تُسكت صوت الحق، ولم تُطفئ جذوة النضال، فبقيت تضحياتهم شاهدًا على بشاعة الاستبداد وقوة الصمود، وأصبحت دماؤهم الطاهرة دَيْنًا في أعناق الأحياء، ومسؤوليةً تاريخية في رقاب الأجيال القادمة.

إن قضية شهداء الكرد الفيليين ليست مجرد ذكرى تُستعاد في مناسبة سنوية، بل هي جرح مفتوح في وجدان الوطن، يتطلب منا جميعًا أن نحفظ تضحياتهم ونُعيد لهم الاعتبار الذي يستحقونه. وإن مؤسسة الشهداء، إذ تحيي هذه الذكرى الأليمة، تؤكد التزامها الثابت بالسعي لإنصاف عوائل الشهداء، والعمل على استعادة حقوقهم، وتوثيق هذه الجرائم كي لا تُنسى، وليبقى التاريخ شاهدًا على الظلم، ولتعرف الأجيال القادمة أن دماء الشهداء لم تُسفك عبثًا، بل كانت لبنةً في بناء عراقٍ أكثر عدالةً وإنصافًا.

إننا إذ نقف اليوم في حضرة أرواحهم الطاهرة، فإننا نجدد العهد بأن تضحياتهم لن تُمحى من ذاكرة الوطن، وأن مأساتهم لن تُطوى في صفحات النسيان، بل ستظل نبراسًا يضيء الطريق نحو الحق، ورمزًا للكرامة التي لا تُداس، وقصةً تُروى للأجيال كي لا يتكرر الظلم، وكي تبقى هذه الدماء الطاهرة شاهدةً على أن الأحرار لا يموتون، بل يُخلدهم التاريخ في صفحات العز والمجد.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والرحمة والصبر لعوائلهم الكريمة.".

الدكتور عبد الإله النائلي
رئيس مؤسسة الشهداء"

2-04-2025, 10:10
العودة للخلف