إعداد: إيناس الوندي
تقع محافظة كرمانشاه غرب إيران، بالقرب من الحدود العراقية، وتُعد من المدن المهمة تاريخيًا وجغرافيًا، حيث تبعد نحو 190 كم عن منفذ المنذرية الحدودي، وحوالي 500 كم عن مدينة خانقين العراقية. تُعرف كرمانشاه بتنوعها السكاني والثقافي، وهي موطن للعديد من الكورد الفيلية، خاصة الذين تم تهجيرهم قسرًا من العراق خلال حكم النظام البائد.
الهوية الفيلية في كرمانشاه
يُشكل الكورد الفيلية جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي لكرمانشاه، ويتميزون بلغتهم الكلهورية البحتة، التي تختلف عن اللهجات الكوردية الأخرى بخصوصيتها الفيلّية. هُجّر العديد من الكورد الفيلية من العراق خلال حقبة الثمانينيات، بعدما أقدم النظام السابق على إسقاط جنسيتهم العراقية وطردهم قسرًا إلى إيران بحجة التبعية الإيرانية. استقر العديد منهم في كرمانشاه، حيث حافظوا على هويتهم وثقافتهم رغم الظروف القاسية التي واجهوها بعد التهجير.
اللهجة الكلهورية: تعد اللهجة الكلهورية من أقدم اللهجات الكوردية وأكثرها تميزًا، وهي لغة التخاطب اليومي بين الفيلية في كرمانشاه. تحمل هذه اللهجة في طياتها مفردات كوردية أصيلة امتزجت ببعض المصطلحات الفارسية والعربية نتيجة التأثيرات الثقافية المتبادلة على مر العصور.
السياحة في كرمانشاه
تشتهر كرمانشاه بمعالمها السياحية التي تجمع بين التاريخ والطبيعة الخلابة، مما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات في غرب إيران. ومن بين أبرز المواقع:
مسجد الشافعي: تحفة معمارية رائعة تعكس فن العمارة الإسلامية، ويعد من أهم معالم المدينة.
معبد أناهيتا: موقع أثري بارز يعود للعصر الزرادشتي، ويقال إنه كان مخصصًا لعبادة إلهة الماء.
طاق بستان: موقع تاريخي يضم نقوشًا صخرية من العهد الساساني، تحكي قصص ملوك تلك الحقبة.
كهف العسل، كهف مراد وزان، كهف كليسا: مجموعة من الكهوف الطبيعية التي توفر مشاهد ساحرة لمحبي المغامرة والاستكشاف.
نهر قده شو وبارك شيرين: أماكن طبيعية جذابة تُعد متنفسًا لسكان المدينة وزوارها.
مصايف جوانروا وقار قوري: مناطق طبيعية بكر تضم كهوفًا ومصادر مياه عذبة، مما يجعلها مثالية للسياحة البيئية.