بغداد – تنوع نيوز
أعلنت عدة عشائر عربية شيعية في وسط وجنوب العراق تأييدها لموقف زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك في خطوة تعكس تصاعد التوتر السياسي داخل البلاد.
وكان الصدر قد أعلن يوم الخميس (27 آذار 2025) في بيان رسمي عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة، قائلاً:
"ما دام الفساد موجوداً فلن أشارك في عملية انتخابية عرجاء لا هم لها إلا المصالح والطائفية والعرقية والحزبية، بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب وعما يدور في المنطقة من كوارث".
كما وجه الصدر أتباعه بعدم التصويت أو الترشح، معتبراً أن المشاركة في الانتخابات "إعانة على الإثم"، مؤكدًا استمرار دعمه للعراق بكل السبل الممكنة.
عشائر تعلن المقاطعة
استجابةً لدعوة الصدر، أصدر عدد من شيوخ ووجهاء العشائر الشيعية بيانات تعلن تأييدها لقراره، ومن بينهم:
- رئيس تجمع عشائر قبيلة بني تميم، رضا آل كانون التميمي، الذي صرح:
"نعلن تأييدنا المطلق لموقف السيد مقتدى الصدر في مقاطعة الانتخابات، وعدم المشاركة في دولة تقودها أيادي دواعش الفساد، الذين نهبوا خيرات الوطن وأفقروه". - رئيس عشائر البهادل، ميثم كاظم السدخان، الذي أكد:
"ندعم موقف السيد الصدر رغم آمالنا بمشاركة المخلصين من أبناء العراق في هذه المرحلة الحرجة".
كما أعلنت عشائر الذهيبات، إمارة بني حسن، قبيلة بني منصور، قبيلة بني لام، وغيرها، مقاطعتها للانتخابات النيابية المقبلة.
تأثير المقاطعة على المشهد السياسي
من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في شهر تشرين الأول المقبل، رغم عدم تحديد الموعد الرسمي من قبل الحكومة حتى الآن. وتأتي هذه المقاطعة في وقت يواجه فيه العراق تحديات سياسية واقتصادية معقدة، مما قد يؤثر على مسار الانتخابات ونتائجها.
يُذكر أن التيار الصدري كان القوة الأكبر في الانتخابات البرلمانية عام 2021، بحصوله على 73 مقعداً نيابياً، إلا أن الصدر انسحب لاحقًا من العملية السياسية، بعد فشل تحالفه الثلاثي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب تقدم في تشكيل حكومة أغلبية، إثر معارضة قوى الإطار التنسيقي الشيعي.
هل ستؤثر المقاطعة على الانتخابات؟
مع انضمام عدد من العشائر الشيعية إلى المقاطعة، يبقى السؤال: كيف ستؤثر هذه الخطوة على شرعية الانتخابات المقبلة؟ وهل ستتمكن القوى السياسية الأخرى من تعويض غياب التيار الصدري وأنصاره عن المشهد الانتخابي؟