أعداد .تنوع نيوز
تعيش إيران هذه الأيام أجواء احتفالية بمناسبة عيد النوروز، الذي يمثل رأس السنة الإيرانية الجديدة وفق التقويم الهجري الشمسي. ويعد النوروز من أهم الأعياد الوطنية في البلاد، حيث يحتفل الإيرانيون به منذ آلاف السنين، مستندين إلى تقاليد ثقافية وتراثية متجذرة.
عطلة رسمية تمتد لأكثر من أسبوعين
بدأت العطلة الرسمية للنوروز في 21 مارس الجاري، وتستمر لمدة أربعة أيام رسمية، إلا أن المدارس والجامعات تغلق أبوابها لمدة 13 يومًا، فيما تكون العديد من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في حالة شبه عطلة طوال هذه الفترة.
ويستغل الإيرانيون هذه العطلة للسفر إلى مختلف المحافظات السياحية، خصوصًا شمال البلاد، حيث تقع محافظات مازندران، جيلان، وكلستان المطلة على بحر قزوين، والتي تتميز بمساحاتها الخضراء ومناخها المعتدل. كما تشهد محافظة خراسان إقبالًا كبيرًا من الزوار، لاحتضانها مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، بينما تعد جزيرتا كيش وقشم في الخليج وجهة مفضلة لمحبي الشواطئ والطقس الدافئ.
مائدة "هفت سين" والتقاليد المتوارثة
تحمل احتفالات النوروز طابعًا تقليديًا خاصًا، إذ يحرص الإيرانيون على إعداد مائدة "هفت سين"، التي تضم سبعة عناصر تبدأ بحرف السين في اللغة الفارسية، وهي:
- التفاح (سيب) رمزًا للصحة والجمال
- السمنو (حلوى القمح) رمزًا للبركة والقوة
- السنجد (الزيزفون) رمزًا للحب
- السركة (الخل) رمزًا للصبر وطول العمر
- السماق رمزًا للفرح
- السبزة (النباتات الخضراء) رمزًا للنمو والازدهار
- الثوم (سير) رمزًا للحماية من الشرور
إلى جانب هذه العناصر، توضع المصحف الشريف، المرآة، الساعة، العملات المعدنية، البيض الملون، والأسماك الحية على المائدة، في طقس يعكس التفاؤل ببداية عام جديد مليء بالخير والنماء.
النوروز في المحافظات الكوردية.. طقوس مميزة
يحتفل الأكراد في إيران بعيد النوروز بشكل واسع، لا سيما في المحافظات ذات الأغلبية الكوردية مثل كردستان، كرمانشاه، وأذربيجان الغربية. ويحمل العيد لديهم رمزية قومية وثقافية خاصة، حيث يعد جزءًا من تراثهم التاريخي.
ومن أبرز تقاليد الأكراد في النوروز:
- إشعال النيران على قمم الجبال وفي الساحات العامة، وهو تقليد يرمز إلى الحرية والانتصار وفقًا للأسطورة الكردية عن كاوا الحداد.
- الرقصات الشعبية، حيث يرتدي الرجال والنساء الأزياء التقليدية ويؤدون الدبكة الكوردية (هلبركه) على أنغام الموسيقى الفلكلورية.
- الخروج إلى الطبيعة في يوم "سيزده بدر"، وهو اليوم الأخير من العطلة، للاحتفال في الحدائق والجبال.
- تجهيز مائدة "هفت سين" مع إضافة رموز خاصة بالثقافة الكردية، مثل العلم الكوردي والشموع الملونة.
ختام العطلة بـ"يوم الطبيعة"
تختتم احتفالات النوروز في اليوم الثالث عشر من شهر فروردين، الذي يوافق 1 أبريل 2025، ويُعرف باسم "يوم الطبيعة". وخلال هذا اليوم، تخرج العائلات إلى الحدائق والغابات والمتنزهات، وفق تقليد سنوي يعكس ارتباط الإيرانيين بالطبيعة.
ويمثل عيد النوروز فرصة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، حيث يتبادل الناس الزيارات والتهاني، وسط أجواء مبهجة تمتلئ بالأمل والتفاؤل ببداية عام جديد يحمل معه الخير والازدهار.