أكد رئيس مؤسسة الشهداء، الدكتور عبد الإله النائلي، أن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام البعث بحق أبناء الشعب العراقي لن تُنسى، مشددًا على أن محاولات تزييف التاريخ وتلميع حقبة النظام البائد محاولات يائسة لن تنطلي على العراقيين.
وقال النائلي، في بيان بمناسبة ذكرى الإبادة الجماعية، إن النظام البعثي المجرم حكم العراق لأكثر من ثلاثة عقود بقبضةٍ من القتل والتنكيل والاضطهاد، مستخدمًا كل وسائل البطش، ومن بينها الغازات السامة كما حدث في حلبجة يوم 16 مارس 1988، إضافة إلى حملات الأنفال التي أودت بحياة أكثر من 180 ألف شهيد، وهدمت مئات القرى الكردية.
وأشار إلى أن جرائم النظام لم تقتصر على كردستان، بل امتدت إلى الجنوب العراقي، حيث قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991، مخلفًا مقابر جماعية في مختلف محافظات الوسط والجنوب، لم يسلم منها طفل ولا شيخ ولا امرأة.
وأوضح النائلي أن مؤسسة الشهداء تواصل عمليات التنقيب عن المقابر الجماعية، وكان آخرها مقبرة تل الشيخية في صحراء السماوة، التي كُشف عنها قبل أشهر قليلة، وكانت تضم رفات عدد كبير من الأطفال والنساء الذين أُعدموا بوحشية.
وأضاف أن التذكير بهذه الجرائم لا يُعد خطاب كراهية وفق المعايير الدولية، بل هو واجب وطني وإنساني يهدف إلى حماية الأجيال القادمة من تكرار المآسي. كما دعا المجتمع الدولي إلى مساندة العراق في قضاياه الإنسانية، وضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع في أي مكان بالعالم.
وفي ختام بيانه، أكد رئيس مؤسسة الشهداء أن دماء الشهداء ستبقى نبراسًا يضيء طريق العراقيين نحو بناء وطن يسوده السلام والعدالة والمساواة، مشددًا على ضرورة الوقوف بوجه أي محاولة لطمس الحقائق أو التقليل من فداحة الجرائم التي ارتكبها النظام البائد.
رحم الله الشهداء، وعاش العراق حرًا أبيًا.