بسم الله الرحمن الرحيم
{ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ} (الحج - ٧٥)
صدق الله العلي العظيم
بتوفيق من الله وفضله، شاركنا اليوم في مراسم التشييع الجماهيري لقائد المقاومة السيد حسن نصر الله ورفيق دربه الشهيد هاشم صفي الدين (رضوان الله عليهما). ونتقدم بأحر التعازي لكل الأحرار في العالم بفقدان هذين المجاهدين العظيمين، اللذين أمضيا حياتهما في مواجهة الظلم والدفاع عن شرف الأمة وكرامة المسلمين.
لقد نال الشهيدان شرف الشهادة بعد مسيرة حافلة بالجهاد والتضحية، ليكونا قدوة للأجيال القادمة في الوفاء بالعهد وأداء الأمانة، بعد أن قادا حزب الله من نصر إلى نصر حتى اختُتمت مسيرتهما على أيدي أعداء الإنسانية.
لقد ظن العدو أن استشهادهما سيكون نهاية للمقاومة، ولكننا على يقين بأن دماءهما الزكية ستكون بداية مرحلة جديدة من الانتصارات، ودليلًا على ضعف الكيان الغاصب الذي ظهر للعالم بأسره أوهن من بيت العنكبوت.
من أرض الشهداء في العراق إلى شهداء الأمة في لبنان وغزة، نرسل ألف تحية وسلام. وإن كان الجسدان الطاهران قد دُفنا، فإن الأثر الذي تركاه في قلوب محبيهم وعشاقهم سيبقى خالدًا. وقد جاء تشييعهما ليجدد العهد والولاء، ويعلن الرفض القاطع لكل مشاريع التطبيع والتهجير، مؤكداً على بيعة أبدية للنهج الرسالي المحمدي.
نحن على العهد، وسيبقى نهجهما منارًا يضيء درب الأحرار، ونثق بأن الأمة ستنجب قادة عظماء على هذا الطريق. إن دماء شهداء الأمة ستبقى مشاعل نور، ترسم طريق الأحرار نحو القدس قريبًا بإذن الله.
نسأل الله أن يتقبلهم في الصالحين، وأن يلحقهم بأجدادهم الطاهرين.
د. عبد الإله النائلي
رئيس مؤسسة الشهداء
23 شباط 2025