بسم الله الرحمن الرحيم
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)) صدق الله العلي العظيم
ببالغ الحزن والألم؛ ننعى أحد رموز الحركة الإسلامية العالمية سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، الذي وافاه الأجل اليوم، بعد سنوات من المعاناة مع المرض. ولم تكن هذه المعاناة حائلاً يوماً دون أدائه واجباته الدينية والفكرية والسياسية الكبيرة، والتي تتسع لمساحات واسعة من الجغرافيا الإسلامية، دون أن يكل أو يسمح أن تبين عليه علامات التعب أو التوجع.
لقد كان العلامة المجاهد التسخيري منذ عرفناه، نموذجاً رفيعاً للمجاهد العارف والفقيه العامل والمفكر الدؤوب والقائد الميداني الذي يعيش هموم الإسلام وحركته ومجتمعاته، ويسخر كل طاقاته العلمية والحركية من أجل خدمة الواقع الإسلامي في مختلف الميادين والموضوعات، حتى بات خلال العقود الخمسة الأخيرة أحد العلامات الفارقة في مسيرة الوعي؛ بل أحد روادها، ليس على المستوى الإسلامي الشيعي وحسب؛ بل على المستوى الإسلامي برمته؛ لأن الحركة العالمية للتقريب بين المذاهب الإسلامية وتعميق العلاقة بين علمائها ومفكريها وحركييها، اقترنت باسمه منذ أكثر من 38 عاماً، وستبقى لأعوام طويلة.
وإذ نتحدث عن فاجعة رحيل العلامة التسخيري؛ فإن القلب يعتصر حزناً وألماً؛ لأنني على المستوى الشخصي، فقدت أخاً كبيراً وصديقاً صدوقاً وناصحاً مخلصاً وسنداً نادر الوفاء، بقي حريصاً بشدة على أداء واجب الأخوة والصداقة طيلة أربعة عقود من الزمن، دون انقطاع.
وبهذه الفاجعة الأليمة نعزي الشعبين الإيراني والعراقي، وحركتيهما المجاهدتين، والحوزتين العلميتين في النجف وقم، والمراجع العظام، والأمة الإسلامية التي فقدت أحد أعلامها وقادتها. وقبل ذلك نعزي أنفسنا وأسرة الراحل الكريمة.
وإنا لله وإنا اليه راجعون
نوري المالكي
الامين العام لحزب الدعوة الإسلامية
بغداد في 28 ذي الحجة 1441 هج
18 / 8 / 2020 م