في مساء السابع والعشرين من شهر رجب لعام 1446 هـ، الموافق 26 يناير 2025 م، توافد آلاف الزائرين من مختلف المحافظات العراقية ودول الجوار إلى مدينة النجف الأشرف لإحياء ليلة الإسراء والمعراج عند مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والتضرع.
النجف تستقبل الزائرين
شهدت العتبة العلوية المقدسة استعدادات مكثفة لاستقبال الجموع الغفيرة من الزائرين، حيث تم نشر فرق متخصصة لتنظيم حركة الزائرين وتأمين الخدمات اللازمة لضمان انسيابية الزيارة وسلامة الزوار.
وعملت إدارة العتبة على توفير مياه الشرب، وتوزيع الطعام ضمن مواكب الخدمة، فضلًا عن إقامة برامج دينية متنوعة شملت تلاوة القرآن الكريم، وإقامة الأدعية الخاصة بليلة الإسراء والمعراج، وإلقاء المحاضرات الدينية التي تركز على أهمية المناسبة وما تحمله من دروس في الإيمان والصبر والتوكل على الله.
المعراج الروحي نحو الإيمان
ليلة الإسراء والمعراج تمثل ذكرى عظيمة في التاريخ الإسلامي، حيث أسرى الله سبحانه وتعالى بنبيه محمد (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلى، في رحلة تحمل معاني التوحيد والتسليم لأمر الله.
وأكد خطباء العتبة خلال المحاضرات أن هذه المناسبة تعزز في نفوس المسلمين قيم الوحدة والتقرب إلى الله، مشيرين إلى العلاقة الوثيقة بين الإسراء والمعراج وزيارة مرقد الإمام علي (ع)، كونه يُعد أحد رموز الإسلام الأوائل الذين حملوا رسالة الإسلام بكل أمانة وإخلاص.
إجراءات أمنية وتنظيمية
شهدت مدينة النجف الأشرف تعزيزات أمنية مشددة لضمان أمن الزائرين، حيث تم التنسيق مع الجهات الأمنية والإدارية لتأمين المداخل والمخارج المؤدية إلى المدينة والمرقد الشريف.
كما تم توجيه الكوادر الخدمية داخل العتبة العلوية وخارجها للعمل على مدار الساعة، لتقديم أفضل الخدمات للزائرين، فضلًا عن تخصيص أماكن للضيافة وتوفير الساحات لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي توافدت لإحياء هذه الليلة المباركة.
رسالة حب وسلام
الزائرون عبروا عن عظيم فرحتهم بزيارة مرقد الإمام علي (ع) في ليلة مباركة كهذه، معتبرين أن وجودهم في النجف الأشرف يعزز روح الإيمان لديهم ويمنحهم شعورًا بالسكينة والسلام الداخلي.
ختامًا، تبقى ليلة الإسراء والمعراج وزيارة مرقد الإمام علي (ع) في النجف الأشرف محطة إيمانية تتجدد فيها مشاعر الحب والولاء لآل البيت (ع) ورسالة الإسلام السامية.