الفنانة التشكيلية هناء محمد عطية: الفن رسالة خالدة توثق معاناة الشعوب وتضحيات الشهداء
عند الحديث عن الفن التشكيلي في العراق، لا يمكننا أن نتجاوز أسماء تركت بصمتها بوضوح على هذا المجال، ومن بين هذه الأسماء تبرز الفنانة التشكيلية هناء محمد عطية، التي تحمل بين أناملها ريشة قادرة على تجسيد المعاناة والأمل في آنٍ واحد. في هذا اللقاء، نتعرف أكثر على مسيرتها الفنية، وعلاقتها بمؤسسة الشهداء، ورؤيتها حول الفن ودوره في المجتمع.
من هي هناء محمد عطية؟
عرّفت هناء نفسها بقولها: "أنا فنانة تشكيلية عراقية، عضوة في نقابة الفنانين العراقيين وجمعية التشكيليين العراقيين. بدأت شغفي بالفن منذ الطفولة، وأصبحت الألوان بالنسبة لي وسيلة تعبير عن الحياة. لديّ مشاركات فنية عديدة داخل العراق وخارجه، وأسعى من خلال أعمالي لتقديم رسالة إنسانية تعكس الواقع وتؤثر في المجتمع".
وعن بداياتها مع الفن، أوضحت: "كان الرسم بالنسبة لي هواية طفولية تحولت إلى شغف يرافقني دائماً. وجدت إلهامي في الطبيعة وحكايات الناس. تأثرت كثيراً بفناني العراق الكبار مثل فائق حسن، جواد سليم، ليلى العطار، ونزيهة سليم، الذين ألهموني كثيراً في رحلتي الفنية".
الفن والعمل في مؤسسة الشهداء
عمل هناء محمد عطية في مؤسسة الشهداء أضاف بُعداً إنسانياً عميقاً إلى تجربتها الفنية. عن هذا الدور تقول: "تعييني في مؤسسة الشهداء كان هبة من الله، لأنه منحني فرصة قريبة من معاناة العراقيين، خاصة ذوي الشهداء. عملي في المؤسسة انعكس مباشرة على موضوعات لوحاتي، فأغلبها مستوحاة من تضحيات الشهداء، قصص المقابر الجماعية، ومعاناة الثكالى".
وعن دور الفن في توثيق التاريخ، تضيف: "الفن وسيلة خالدة لتوثيق الأحداث وتخليد الملاحم البطولية. من خلال لوحاتي، أسعى لتقديم صور تعبر عن معاناة العراقيين وتضحياتهم، كي تبقى هذه القصص حية في ذاكرة الأجيال".
التحديات والطموحات
بالرغم من النجاح الذي حققته، إلا أن هناء لا تنكر وجود تحديات تواجهها كفنانة تعمل في مؤسسة حكومية. تقول: "التحدي الأكبر هو التوفيق بين عملي الوظيفي، مسؤولياتي الأسرية، وإنجاز لوحاتي الفنية. ومع ذلك، أعتبر هذه التحديات دافعاً للتطور وتحقيق الأفضل".
أما عن طموحاتها المستقبلية، فتؤكد: "أعمل حالياً على إقامة معرض شخصي يوثق مسيرتي الفنية. كما أنني أطمح لتقديم أعمال فنية جديدة والمشاركة في معارض دولية لتمثيل الفن العراقي".
رسالة الفن وتأثيره في المجتمع
ترى هناء محمد عطية أن الفن رسالة سامية تعكس روح المجتمع وقضاياه. تقول: "الفن العراقي كان ولا يزال مرآة تعكس صورة الشعب وتاريخه. من خلال أعمالي، أسعى لنشر قيم التسامح والمحبة بين أطياف المجتمع بعيداً عن التفرقة. نحن نعيش في وطن واحد يجمعنا، وأتمنى أن تصل هذه الرسالة لكل من يتأمل لوحاتي".
مشاريع قيد التنفيذ
وعن مشاريعها الحالية، توضح: "أعمل حالياً على لوحة تمثل شهداء الأمة وقادة النصر في العراق، لبنان، وفلسطين. هذه اللوحة تحمل رسالة تقدير واعتزاز بتضحيات هؤلاء الأبطال".
وعن التعاون الفني، تضيف: "أتمنى التعاون مع فنانين آخرين لتقديم أعمال مشتركة تحكي قصص شهداء العراق وتضحياتهم، فهذا النوع من التعاون يمكن أن يكون له تأثير كبير على المشهد الفني".
رؤية المستقبل وكلمة أخيرة
تختتم هناء حديثها برؤيتها لمستقبل الفن في العراق بقولها: "الفن العراقي يشهد تطوراً مستمراً، ولدينا فنانون يرفعون اسم العراق عالياً في المحافل الدولية. أتمنى أن يحصل الفنانون على الدعم اللازم من المؤسسات الحكومية والمجتمعية ليواصلوا مسيرتهم".
ووجهت رسالة للشباب العراقي، خاصة النساء، قائلة: "أنصحهم بالمثابرة والاجتهاد في تطوير موهبتهم، والابتعاد عن الغرور لأنه بداية الفشل. الفنان الحقيقي يبقى متعلماً ومتواضعاً طوال مسيرته".
واختتمت اللقاء برسالة إلى قراء تنوع نيوز"، قائلة: "أتمنى لكم المزيد من النجاح والتألق، وأشكر كل من يساهم في دعم الفن العراقي. الفن رسالة حياة، فلنواصل نقلها بكل حب وأمل.
المحاورة:ايناس الوندي
بغداد تنوع نيوز
26-01-2025, 12:15
العودة للخلف