لــــبـــنــان
الغارق في البحر..والجمال..والقهوة..من أول (منقوشة) فطرنا عليها على الروشة..يوم كانت عيوننا تتراكض حول خيال سارح..او طير سابح..أو شقاوة باردة..أو(بوظة )تجمد أسنان المتلذذين..
الان..
لبنان (غيرشكل)..
هذا (القوي) الذي يسبح بالنار..ويتيمم بالتراب..ويبتسم للقمر..ويرمي مسيّرات وصواريخ..ويغني (لطميات) عراقية طول الليل..من(يمه ذكريني من تمر زفة شباب) الى
(بدا بدا بدا بدابدا زحف الكرامة).. بتفاعلٍ حار…
رصد وهو يقاتل (خطابات) متنوعة..سجلها في ذاكرة الارز والصخور و(مارون الراس).. حفر لها عنواناً
(خطابات الخطوط الخلفية)…
١-يحتار الفرد العربي والمسلم في تبني خطابا من الخطابات السائدة ..وعلى ماذا يستند اختيار وتبني الخطاب الخاص به …على حسابات( الاخوة-الدين-القومية-المذهب-القوة-الاقتصاد-الثقافة-المشاعر)..وهل هذه مبررات كافية لتغطية خياراته المصيرية ..
٢-الخطاب الانعزالي(القطري) تبلور في دول عربية عديدة ..وهو يحاول الانكفاء على الداخل القطري..والنأي بالنفس عن القضايا المشتركة مع الاخرين والتخلص من همومها واتعابها ..ويتبنى هذا الخطاب (سياسيون-اعلاميون-رجال دين)..
٣-خطاب الشماتة والتشفي مما يحصل من تدمير وقتل وتجويع ..في خطاب أناني (بدائي) متجرد من خيوطه الانسانية ..ويقترب من مشاعر (الاخذ بالثأر) ذات الطبيعة المتخلفة..
٤-خطاب(تحميل المسؤولية) واللوم والعتاب ..والمعركة لاتزال مستمرة ومستعرة ..مما يساهم في اسقاط الروح المعنوية للمقاتل وخطوط اسناده ..ليبدو عرياناً من كل شيء..
٥-خطاب (انقلابي) ينتظر اسقاط الدولة والحكومة عبر العدو الصهيوني ..ويعتبرها فرصة ذهبية لاسقاط التجربة السياسية لبلاده ..وربما ليحصل على بقايا (عظام ) وطنه اليابسة..
٦-خطاب(فدائي-انتحاري) يزج كل الدولة وعناصرها ومواردها في حريق معركة (محسوبة) ومقاسة بالامتار والجرعات
٧-خطاب (سحب النموذج) الجاري في غزة ولبنان ..وتحميله لانصار او اصدقاء او حلفاء هنا وهناك ..لجهة منع او اعاقة هذه الجهات من القيام بأي عمل ومن اي نوع باعتبارهم (شركاء ) مع جهة (خاسرة)..
٨-خطاب التهجير والاستبدال لمجاميع او طوائف من بلدها الام الى أوطان بديلة ..تشبه خطة الترانسفير التي قام بها الكيان المؤقت مع الشعب الفلسطيني سابقاً
٩-خطاب (الاستسلام عن بعد) والسقوط المتعجل امام القوة الغاشمة للعدو ..والتطبيع معها مثل النموذج المصري او الاردني..على اعتبار ان الكيان قدر من الاقدار التي لايمكن الفرار منها او التخلص من غطرسته
١٠-الخطاب الاخير ..الذي يعترف بصدق واحقية ومظلومية غزة ولبنان..ويتعاطف معهما على مختلف المستويات والدعم (العلني والسري) ولكن يرى ان (فرصة ربح المعركة) غير متوفرة لعدة عوامل عالمية واقليمية ومحلية ..وعليه لابد من تقسيم الدول والساحات الى ساندة ومتشابكة وداعمة ..دون انتقاص من اي جبهة منها..في حركية مدروسة
١١-وتبقى للشبابيك رؤى..وللوسائد أحلام..وللعيون مسافات ..وللحقائب ضجيج في محطات الوداع..ولهذا تمنت من المسافرين ان لايسافروا ليلاً حتى (لاتفزز)القطط التي نامت (جوعاً) تحت خراب البنايات الساقطة..
التي نزفت جدوداً وأحفاداً وحكايات ..وستستمر سردية (البذخ والكرم) الروحي والجسمي..مادام هناك شوارع بلا أرواح..وأجسام بلا قلوب..وعيون بلا رموش ..وخناجر غادرة..تنتظر سجدة المحراب لذبحه مع الفجر الطاهر..
عباس الجبوري
عضو مجلس النواب العراقي