الصفحة الرئيسية / اخر قول قبل التقاعد

اخر قول قبل التقاعد

انهاء تكليف المسؤولية والإحالة على التقاعد أمر ينبغي لكل رجال الدولة وموظفيها الإيمان به واخذه بالحسبان،فهو عرف اداري تشترطه قواعد العمل في الانظمة الديمقراطية التي تشترط التداول السلمي للسلطة ومراكز المسؤولية التنفيذية،والقبول بخيارات اصحاب القرار لما يرون فيه من مصلحة عامة ...
وانا اذ اتسلم كتاب انهاء مهام تكليفي كعضو مجلس امناء في هيئة الاعلام والاتصالات واحالتي على التقاعد من الوظيفة بعد ٣٢ عاما قضيتها في الخدمة ، لابد ان اترك في مدونتي اخر قول عن مؤشرات سفرها قبل ان ابدأ الدخول في منعطف جديدة من حياتي عنًوانه "متقاعد"
فالمسؤوليات والمناصب هي تكليف وليس تشريف لاصحابها ،وسلاح ذو حدين ،فاما ان يسمو بك لنيل رضا الله ووطنك ،والعاملين، معك، وتصنع بها اثرا يحكى عنك فيه بعد اتقضائيه فيقال،مدحا طيب الله ذكره ، اوقدحا ليقال، انسانا الله ذكره فتترك بعدها اسمك في اضبارة مزبلة التاريخ غير ماسوف على رحيلك .
وهذا هو اشد امتحان صعب ينبغي ان يدخل فيه اي موظف يكلف بتحمل مسؤولية التصدي ...
رحلة بدأتها مدرسا للاجيال وتدرجت فيها تراتبيا حتى اوصلتني الى درجة وكيل وزير بالدولة العراقية.
 دخلتها وكانت يدي بيضاء وحرصت على ان اخرج منها وهي اشد بياضا ونصوعا،وجاهدت على ان لا اتسبب بندامة من كلفني تحمل امانة  المسؤولية والتكليف وراهن على نجاحها  ...
وجاهدت حتى اكون مسؤولا لا يطول وقوفي بسببها امام الله، وقويا لا يضعف امام مغرياتها وامينا وكفوءا ومهنيا ونزيها ومتعلما ممن حولي ، ووطنت نفسي عن يقين بان اي منصب مهما كان عنًوانه ودرجته ومكانه فهو زائل لا محال والثابت والباقي منه هو اثره ..
فألى من وضعت اعتمادي ومعولي عليه هو ربي سبحانه اولا
اقول معتذرا " كنت بينى وبين النفس حرب سجال وانت يا رب شديد المحال انتظر العفو ولكننى خجل من علمك تقصير الفعال"
والى من راهن على ثقته بي ،وطني وافراداسرتي ومرؤوسيي والعاملين معي وزملائي في المهنة اقول لكم قولة مبتهج مرفوع الراس لا منكسر ..
عذرا ان اخفقت في مواطن العمل ، قصورا مني لظرف ما لا تقصيرا عن جهل ،وعذرا لزلة قول شطحت سهوا لا تعمدا وتسببت بمظلمة احد.
او صرامة موقف حرصت فيه لتثبيت راي لاتخاذ قرار صائب لا حياد فيه  لتحقيق مصلحة عامة تنفع الناس والوطن والمسؤولية.
 والى من كلف بتحمل اعباء المسؤولية من بعدي سأسعى،بعد دعائي له بالسداد والتوفيق،ان أكون سندا وداعما ليكمل المشوار بنجاح ولن ابخل في تسديده بمشورة الخبرة.
وشكرا لمن كان عونا وعضدا لي لاتكامل معه وانجح بمهامي.
وسابقى ما ابقاني الله انسانا وطنيا وفيا مخلصا شغوفا لعمل الخير  وامينا على سمعة بلده وحالما ان اراه يقطف عشبة خلاص محنه ويسهم بسعادةوازدهار شعبه ولو باشعال شمعة في ظلمة دروبه
وما سقط قوله في هذه المدونة وانساني الله ذكره فمنه التمس الصفح والمغفرة
وَإِنْ ظَلَلْتُ بقَفْرِ الأرضِ مُنْقَطِعًا ** فَمَا عَلَى عَرَجٍ فِي ذَاكَ مِنْ حَرَج
واخر فصل الخطاب سادعوا الجميع ملتمسًا ان يتحدث عني ،سرا وعلانية . كما انا دون زيادة او نقصان
فما انا فيه هو محل نقاش
"وما عند الله هو خير وابقى"
30-06-2020, 13:16
العودة للخلف