الصفحة الرئيسية / رسالة شهيدنا الصدر إلى طلبة العلوم الدينية بخصوص السيد الامام الخميني وثورته الخالدة

رسالة شهيدنا الصدر إلى طلبة العلوم الدينية بخصوص السيد الامام الخميني وثورته الخالدة

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الخميني في نظر السيِّد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليهما

قام السيّد الشهيد محمد باقر الصدر (قدِّس سرُّه) بإرسال رسالة إلى طُلّابه يدعوهم فيها إلى الانضواء تحت لواء
الإمام الخميني (قدِّس سرُّه) وبذل الطاقات والإمكانات لخدمة الثورة، وأكّد لهم فيها ضرورة الالتفاف حول مرجعيّة الإمام الخميني (قدِّس سرُّه) والعمل على إسنادها ودعمها.

فيما يلي ننقل نَصَّ الرسالة من كتاب "محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق" ج4 ، ص38 :

"بسم الله الرحمن الرحيم‏
أولادي وأعزّائي حفظكم الله بعينه التي لا تنام.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم في هذه اللحظات‏ العظيمة التي حقّق فيها الإسلام نصراً حاسماً وفريداً في تاريخنا الحديث على يد الشعب الإيراني المسلم، وبقيادة الإمام الخميني (دام ظلّه) وتعاضُد سائر القوى الخيّرة والعلماء الأعلام، وإذا بالحُلم يصبح حقيقة، وإذا بالأمل يتحقّق، وإذا بالأفكار تنطلق بركاناً على الظالمين، لتجسّد وتقيم دولة الحقّ والإسلام على الأرض، وإذا بالإسلام الذي حبسه الظالمون والمستعمرون في قمقم، يكسر القمقم بسواعد إيرانيّة فتيّة لا ترهب الموت، ولم يثن عزيمتها إرهابُ الطواغيت، ثمّ ينطلق من القمقم ليزلزل الأرض تحت أقدام كلّ الظالمين، ويبعث في نفوس المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها روحاً جديدة وأملاً جديداً.
إنّ الواجب على كلّ واحد منكم، وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلاميّة الرائدة، أن يبذل كلّ طاقاته وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات، ويضع ذلك كلّه في خدمة التجربة، فلا توقّف في البذل والبناءُ يُشاد لأجل الإسلام، ولا حدّ للبذل والقضيّة ترتفع رايتها بقوّة الإسلام، وعمليّة البناء الجديد بحاجة إلى طاقات كلّ فرد مهما كانت ضئيلة.
ويجب أن يكون واضحاً أيضاً أنّ مرجعيّة السيّد الخميني التي جسّدت آمال الإسلام في إيران اليوم، لا بدّ من الالتفاف حولها والإخلاص لها وحماية مصالحها والذوبان في وجودها العظيم بقدر ذوبانها في هدفها العظيم، وليست المرجعيّة الصالحة شخصاً، وإنّما هي هدف وطريق، وكلّ مرجعيّة حقّقت ذلك الهدف والطريق فهي المرجعيّة الصالحة التي يجب العمل لها بكلّ إخلاص.
والميدان المرجعي أو الساحة المرجعيّة في إيران يجب الابتعاد بها عن أيّ شيءٍ من شأنه أن يُضعف أو لا يساهم في الحفاظ على المرجعيّة الرشيدة القائدة.
أخذ الله بيدكم، وأقرّ عيونكم بفرحة النصر، وحفظكم سنداً وذُخراً والسلام عليكم يا أحبّتي ورحمة الله وبركاته".
انتهى نصُّ الرسالة الشريفة.
وفيما يلي معلومات عن المصدر:
اسم الكتاب: محمّد باقر الصدر.. السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق.
المؤلف: الشيخ أحمد أبو زيد العاملي‏ (معاصر) .
الناشر: دار العارف للمطبوعات‏ ـ بيروت.
الطبعة الأولى: 2007م
 
3-06-2020, 16:15
العودة للخلف