يلاحظ المتابعون لسلوك قوى المحور الصهيو أميركي في المنطقة تكاملا وتعاونا وتخادما بين نوعين من الاعمال الأول امني وعسكري والثاني اعلامي وثقافي.
وبينما يضطلع الطرف الامني والعسكري بتنفيذ الاعمال المطلوبة لتحقيق الأهداف الامنية والعسكرية التي تقتل وتهاجم وتحاول تغيير الواقع لما يحقق المصالح الأمنية والعسكرية لقوى المحور الصهيو أميركي,تضطلع الجهات الأخرى بتكميل هذا الدور وتعضيده وتبريره ومنع أي محاولة للرد عليه والسعي لاسقاطها.
ولان هذين الدورين يتكاملان ويتخادمان وجدت من المناسب تسميتهما بالعضاضين والنباحين بناء على وحدة القاعدة الاستكلابية للمجموعتين مع الاعتذار لكل كلب وفي عن تسمية هؤلاء بصفاتهم.
ان أوضح دعوات التهدئة النباحية هي التي تقدم للعضاضة فرص الإفلات من العقاب بذرائع دعوات التهدئة وإيقاف التصعيد وعدم الانجرار الى الحرب الشاملة لان فيها دمار البلدان وخسارة الشعوب وسفك الدماء وضياع المصالح!!
وهذا ليس لان التهدئة ومنع التصعيد مطلبا سيئا بل لانها تاتي بعد موجة عض يقوم بها الطرف الأول ويقوم الثاني بحمايتها وتبريرها ومحاولة اسقاط أي محاولة للرد عليها.
ان هذا التخادم والتكامل لاعلاقة له باجندة طائفية او قومية او هوية وطنية كانت او جزئية بل هو سياسة يتبعها محور الشر في كل الميادين ويمكن ان تسمعها بعد كل مجزرة يقوم بها المتطرفون مثلا ضد الشيعة, فتنبري الفرق النباحة بمطالبة الشيعة بعدم الرد خوفا من اتساع الحرب الطائفية التي لاتبقي ولا تذر.
كما يمكن ان تنطلق المطالبات بالهدوء وعدم التصعيد مع كل جريمة صهيونية يرتكبها الجيش الصهيوني او الموساد الإسرائيلي ليخرج علينا فريق النباحين بضرورة ضبط النفس وعدم السماح بانهيار الوضع الى حرب شاملة لان هذا الانهيار سيضر بالجميع وهذه الحرب الشاملة ستدمر البلدان على رؤوس شعوبها .
كما لايختلف الامر عند قيام القوات الاميركية باي جريمة اغتيال في المنطقة فضبط النفس ضروري ولايجب على المقتول ان يرفع صوته ويطالب بالقصاص لان توسعة المعارك والحروب خطر لايفيد أحدا.
الغريب والفاضح في نفس الوقت ان دعوات التهدئة وايقاف التصعيد تنطلق من وسائل اعلام ومتحدثين رسميين ومواقع نت كلها تتبنى خيارات الحرب والتصعيد والاغتيال ولكنها لا تخجل من مطالبة الاخرين وعادة المقتولين بالتهدئة ووقف التصعيد .
المصطلحات الجاهزة التي تستخدم من فريق النباحين لدعم فريق العضاضين متشابهة ومكررة فحل المشاكل بالحوار والتفاوض !! وكل حرب لابد ان تنتهي بمفاوضات!! ومادامت المفاوضات هي نهاية الطريق فلماذا لا نوقف الحروب الان ونذهب للتفاوض!! كما لاتخلو هذه السياسات من الاستفادة من الجغرافيا والتاريخ والشعر والادب لاثبات اننا شعوب نعيش في رقعة جغرافية واحد وبيننا مشتركات كثيرة ومصاهرات وتنوع ومشتركات ثقافية ووو وبالتالي لابد ان نتفاهم.
هل نحن امام معيارية جديدة نرفض بها كل دعوات التهدئة وتسكين الصراعات ومنع تدهورها الى حروب شاملة اذن؟
هل نرفض كل هذه المطالبات بالتهدئة والعودة الى التفاوض لأننا نريد الحروب والتصعيد وهدم البلدان على رؤوس شعوبنا!!
بالتأكيد يوجد دعاة للسلم ويقاف الحروب وتقليل التوتر وإيقاف التصعيد أبرياء دون ان يكونوا جزءا من ماكنة العضاضين والنباحين, وبالتاكيد ليس كل من دعى الى السلم هو جزء من هذه المنظومة المتخادمة بين العضاضين والنباحين ولذا لابد من حد فاصل يسهل التمييز بين النباحين الذين هم جزء من منظومة العض والاخرين الذين يرددون هذه الكلمات ببساطة وطيبة وربما غفلة دون بصيرة وانتماء الى عصابات العض والنبح.
اعتقد ان المعيار الواضح هو تطبيق ضابطة زمكانية تحدد كل دعوة لضبط النفس بزمان ومكان معين فكل دعوة تاتي بعد جريمة قتل لضبط النفس هي دعوة لاستمرار المجرم بجرائمه والافلات من العقاب!! وكل دعوة للتهدئة في مكان يتم قتل الناس فيه واغتصاب حقوقهم هي دعوة مغرضة وكلمة حق يراد بها باطل.
كما يمكن تجميع القرائن مع هذه الضابطة الزمكانية لتحديد موقفنا منها,فمثلا كل دعوة للسلم مع قيام صاحبها بتسليح وتمويل الحرب هي دعوة كاذبة ونفاقية تريد ان تخدع ولا تريد التهدئة!! وكذا كل دعوة للسلمية مع مناصرة طرف معتدي على اخر معتدى عليه هي دعوة نباحين هي جزء من العضاضين لايجب ان نخدع بكلام مطلقيها وفي الواقع الذي نعيشه هذه الأيام دلالات واضحة تغني اللبيب عن الشرح.