٢-والكل يعلم ان البارزاني صعب المراس سياسياً.. ويقترب من (خشونة )المقاتل الجبلي الذي ينام بين الاخاديد وتحت رأسه صخرة ..وتغفو على ذراعه بندقية (برنو) ثقيلة تتقلب مع تقلب نومه على أحراشٍ تنبت فوق الضلوع..
٣-للبرزاني ..كلمة…ويسميها السياسيون (مصداقية)..ويكاد يتفق الجميع على ذلك ..وهذا مايحتاجه الموقف في خط السير التفاوضي في مفاصله وانحناءاته المتعددة..
٤-الموقع الجغرافي لمدينة اربيل ..يجعلها في تماس مع تركيا وسوريا وايران ..وهذا يمنح المكان (جيوبولتيك) حيوي أكثر من غيره من الاماكن وكذلك مجالاً للمناورة في صناعة العلاقات …وهذا يوسع التاثير في الملفات المتعددة ..
٥-للبارزاني ..حزب يشبه الاحزاب الدينية .والتنظيمات العسكرية .. فهو يعتمد الولاء للزعيم الواحد ..وبالتالي ضمان الطاعة والاستقرار ..والمباشرة في التنفيذ ..بقناعة لاتخلو من حفنة(رهبة) لا تتردد في قبولها مفاصل الحركة..تنبثق منه كتلة نيابية (صلبة) بوجوه باسمة ..وألسنة حرير ناعمة ..
٦-أدرك البارزاني بخبرته الطويلة ..ان العلاقة مع الوضع (العراقي ) قطريا واقليميا (واحدة)ولابد ان تكون متجانسة وتسير بخطين متوازيين وهذا مالا يدركه معظم اللاعبين او يتهاونوا معه مما يربك جهودهم ويشتت مشاريعهم ..
٧-صحيح ان البرازاني كان صاحب مشروع الاستفتاء ومتحمس له ..لكن هذا لايبرء الاخرين من ذلك ..واللذين حاولوا ان يبدوا اقل حماسا منه في هذه الموضوعة ذات الحساسية الفائقة ..لكن بغداد الجديدة لها حديث آخر (للحلول) وبروح شابة ..تمنح الامل للأشياء ..
٨-مجال الانتفاع في العلاقة مع اربيل يكاد يكون (مضموناً)خصوصاً لاصحاب الارصدة الواعدة ..و(اسناد) في حركة المفاوضات والمشاريع السياسية ولو في المدى المنظور..
٩-البارزاني.. في الوسط السني استطاع ان ينسج (تحالفاً )مع فريق سني (خفيف )..والذي اندك في العلاقة معه الى حد التماهي ..وترك الفريق الآخر (معلّقاً) على حبل الانتظار حتى(ينشف) ..متناسياً قدرة البعض في القفز على حركة الحبال والالتفاف بمهارة عالية ..
١٠-يمكن قراءة المشهد الاطاري بعيون (حائرة)وهو يتفاعل بفرح غامر (حكومي ورسمي) مع الضيف القادم من أربيل..مع (ريب) فصائلي منه وهو يتحرك في دواوين الساسة الفارهة بابتسامات المجاملة .. فتم تصدير صورتين للزيارة .. واحدة بسجادة حمراء.. وأخرى ب(تغريدة حمراء) لم يرد عليها.. لكن معظم الوسط الشيعي كان يرغب بالعودة الى (سيرة الأولين) ولو (عالبارد) لإكمال قصة حياة قديمة بأنفاس دافئة..
١١-المشهد حول أربيل في هذه الفترة ..بدى (غائماً) ..حيث تركيا (تتنزه) في حقول العمادية وتأكل من تينها اللذيذ.. وسوريا في مرحلة (الغزل ) عبر (البريد العراقي )مع تركيا وهي تقترب من مشهد(الاحضان) بين الاسد واردوغان الذي يتسابق مع خصمه الجمهوري على سهرة صيفية على(قاسيون) الشام العنيد …ولولا قفزة (نيجرفان ) الى طهران وتحقيق انفراجة حرة .. لأصبحت الحلقة ضيقة على ساسة الجبل المعتقين
١٢-الوساطة على خيار(مرشح واحد) للمنصب السني الاول لم تأتي به..وأختفى (المرشح الواحد) في غياهب (الجب) الذي ابتلع الكثيرين قبله ..وهم الان ينتظرون القافلة(السيّارة) لاخراجهم من البئر الذي ضاق بهم ..للعرض مرة اخرى أو للذهاب الى بيوتهم بقمصانهم التي مزقها الذئب بلا أسنان..
١٣-لم يتطاير موفف واحد من الاقليم يتعارض مع حركة المركز ..بل بالغ الاقليم في اضهار الانسجام والمرجعية في حركة السياسة الاقليمية والموقف من القضية الفلسطينية مما أراح بغداد في صياغة خطابها العربي والدولي ..
١٤-أدان الاقليم بوضوح الهجمة النيابية الامريكية على القضاء العراقي ورئيسه القاضي زيدان..مما شتت الاتهامات التي وجهت الى(زيباري) القديم والذي يصر على عدم (التحديث) لأسباب خاصة..
١٥-زيارة البارزاني ..كانت نافعة للمركز والاقليم .. فهي نشطت دوائر الحوار في بغداد وسارت بأريحية على (جسور السوداني) الجديدة..وباتت ليلتها في بغداد آمنة مطمئنة ..وهي مفيدة لأربيل لتكريس قياديتها للاقليم.. ..وأهدت الى بغداد (حبة مسك) في لغة أهل الشام ……..كانت زيارة بحلاوة عسل شقلاوة.. ولم يتحدث أحد عن صلابة جوز قنديل..لأن الجميع كان يحب تناول الحلوى بعد وجبات السمك المسكوف .. وكانوا يشتهون التمر ولكن تاخر عن الوصول رغم حرارة اللقاءات والاجواء وطقس هذا الصيف (الدافئ)..
عباس الجبوري
مجلس النواب العراقي