الصور وهي معلقة ، أسمعها تنادينا برفع مظلوميتها لكل العالم ، لا في البلد الذي استشهدوا فيه ، أسمع أنين دمائهم وهي تفور ، لكني في الوقت ذاته ، ورغم اثارة الحزن والوجع ، ونحن نمر على وجوههم ، أراها وقد أضفت على الشوراع قداسة لم تحضَ بها من قبل ، لو لا هذه الوجوه التي تشبه بساتين ورد ..
كثيرةٌ اذن الحيطان التي بعد لم تُعلّق صور شهدائها ، كثيرة هي الحيطان التي تنتظر دورها لتعلن صرختها بوجه البعث الفاشي ، وهي تفضح جرائمه التي لم يعرف التاريخ شبيها لها ..
خطر في ذهني سؤال وأنا أتجول ، ثمة بيوت صودرت أو نسفت بعد تصفية أهلها ، ولم تُبقِ سلطة البعث لهم ، بقايا حائط يسع لتعليق صورة واحدة ، ترى أين ستُعلّق صورهم !!؟؟
أنت تعرف يالله كم ستزدحم المدن بهذه الوجوه ، حين نؤمن بضرورة فضح نظام البعث بهذه الطريقة التي تسبق كل الطرق الاعلامية ، من مقروء أو مرئي عبر الشاشات ..
أحلم وأنا مطعون بحلمي ، أن تسعى مؤسسة الشهداء ، فتجعلنا نشهد - ولو مفجوعين - نشهد صور المقابر الجماعية عبر الشاشات في الشوارع الرئيسية ، لنحاصر بها بقايا البعث وأحلامهم المنقرضة ك ( رغد) والدول التي احتضنتها وأمثالها ، كالأردن وغيرها ، وهم يلوحون لنا بالبعث السفاح من جديد ..
صور شهدائنا بكل مكان ، قد تظل تؤكد فواجعنا نحن ذوي الشهداء ،لكنها تستوقف المارة ليسمعونها صوتا يصيح : الجرائم ومن هذا النوع وبهذه الشاكلة ، لاتسقط أو تنسى بالتقادم ، وأن البعث وراءها ، وأن من تخفى منهم تحت أقنعة أو أية مسميات ، لابد أن سيلقى حسابه ، ان عاجلًا أو آجلا ، وأن كل متخاذل يحاول بدعوى ( لننسى الماضي) وما جر من عنف ، يحاول أن ينسى أو يتناسى دماء شهدائنا ، ولوعات أمهاتهم وذويهم ، فهو خائن ، وان أدعى الوطنية ..
الشهداء يرفعون أيديهم لمن قدحت في رأسه فكرة ( تعليق الصور) ..