الصفحة الرئيسية / من فيصل بن مقداد الى فيصل بن فرحان (العگيد وصل)!!!

من فيصل بن مقداد الى فيصل بن فرحان (العگيد وصل)!!!

١-جُدّة (بضم الجيم)كما روى ياقوت الحموي هي شاطئ البحر    أما جَدّة (بفتح الجيم) فهي نسبة الى حواء (جدة البشر)والتي يعتقد انها نزلت هنا حينما هبطت من الجنة مع آدم بعد حفلة التفاحة الحمراء  ودفنت فيها بعد موتها في مقبرة تسمى الى البوم مقبرة (امُنا حواء )
أما
الان فقدخرجت حورية البحر (الام ) لتحتفي ابنائها بعد رحلة طويلة ومسيرة دامية  وكدح شاق على لؤلؤة  تختزل المسافة بين الشمس والرمل الذي تندّى على آثار أقدام العابرين الى الحبشة والمهاجر والمنافي ليعودوا اليوم إلى جدتهم(حواء)ليقصّوا لها حكايةالسر العظيم في  سفر الحياة

٢-قبل ان يتكلم الاولاد طلبت حواء منهم نسيان او تناسي سجل الذكريات القاسية ورفع انقاض الحسد وخرائب الغلِّ وغسل (ألبوم)الصور المؤلمة في زمزم الطهر المبارك وان (لايلتفت منكم احدا)الى الخلف ليعكّر مزاجه ويسمم مذاقه فتمرض حروفه وتسقط على شفاه الوهن بفقر الدم والقلب والارادة

٣-السعودية هيأت كل أسباب النجاح لقمة جدة العربية من قبل (إيلاف الصين ) على (حزام أمان وطريق سريع)  فمدت جسوراً وارسلت وفودا ووزعت تحيات وتجاوزت عقبات وعبرت حدودا ملتهبة وحافات حادّة وسقت بكأس الملوك بقايا ورد ذابل على شرفات عواصم تحب السهر وارتشاف القهوة بعد منتصف الليل  وقامت

٤-(خصخصة القمة)لحساب دولة معينة في الاداء او خصخصتها في النتائج  قاومته السعودية حين تطاير موفديها الى دول العرب للنقاش والاستئناس والمشاركة وحصد الاراء وعكسته على جدول الدعوات والحضور فلم تستثني بلداً من ذلك فكسرت رماح الحصار والعزلة عن الجميع وتلك مهارة تستحق الاشادة في معلقات العرب الشعرية العظيمة

٥-العراق حضر القمة متكأً على انجازات بغداد من لقاءات (ايران والسعودية) وحوارات(مصر وايران)ورسائل (ايران والاردن) وجلسات اخرى لم (ترى بالعين المجردة)لسماكة جدران قصر الضيافة ومستوى الصوت القريب من الهمس لمتحاورين ومقاتلين سابقين تركوا مهنة البنادق  ولمعارضين يحملون بريداً انسانياً الى حكام دولهم رغبة ً بتبادل الحب وقطعاً لملل الغربة     فكان

٦-لاشك ان الملف السوري هو الابرز وكذلك الاهم وربما كانت غوطة الشام وقلعة حلب وباب الحارة هي (مفردات) انقسم حولها العرب الى خنادق وبنادق وفنادق لجمالها مرة ولقربها مرة اخرى ولحسد عشاقها ألف مرة فاختلطت الاسواق والوجوه والمحطات والاصوات (بخباطة) صراع الانانيات والوجود والمصالح على خطوط الطول والعرض بعشرية دامية  ثم تعب الجميع وأفلست تجارة استثمار الدخان والاديان

٧-تصدت السعودية لقيادة وصناعة المشهد العربي برشاقة وسخاء وكرست نظرية (القيادة في زمن السلم) أرسخ من قيادية الحروب   وكانت قادرة على ذلك وأصرت عليه وجاملت الكثيرين لتنتهي من كتابة (أحسن القصص) في تحقيق الاحلام ومد حبال النجاة لسكان الابار واعمار الصحارى قبل ان (ياأبتي هذا تأويل رؤياي ) بعد هجرة البدو الى أروقة الملوك البهية المكتظة بالعطور والبخور والساعات الذهبية

٨-قطر لم ترضى لنفسها الهزيمة الكاملة فحضرت كاسرة عزلة مستقبلية ولكنها عادت قبل (ان يبلغ الهديُ محله)فغادرت جدة قبل ان تكمل حواء قصة التفاحة بنسختها الجديدة بطبعة شارع الحلبوني الدمشقي وبالخط الكوفي الجميل فنالت نصف نتيجة باستحقاق مقصود لمراعاة تين و(حلقوم)اسطنبول الشهي

٩-كانت القمة تراكم نجاحات عربية جزائرية وتونسية ومصرية واماراتية وعراقية حكومية وبرلمانية وغيرهن وقبل ان ينضج العنب الشامي أنضجنا التمر بحرارة المخلصين وحملناه الى دمشق حلاوة ومحبة على طرق ترابية غير معبدة الا بماء العيون والورود وتسابيح الصالحين

١٠-لا أكتب الفقرة العاشرة وتركتها محطة استراحة وتفكر للساسة في الشأن الداخلي والخارجي لتبقى الذاكرة تنبض قبل تخديرها بمشاريع جديدة ولافتات لشعارات مريبة عادت بألوان زاهية ومثلثات مقلوبة وفواكة مجففة من ماء الحياة وصور ساحات وأشباح مرت من شاشاتنا وهي تقرع الدفوف والاهازيج قبل الوصول الى آبار بدر
19-05-2023, 23:18
العودة للخلف